المجتمع الدولي المعاصر أمام مفترق طرق (نكون أو لا نكون)

بقلم: حنا عيسى

حنا عيسى

مع بدء انتشار فيروس الكورونا  في الصين وانتقاله لمعظم الدول الاخرى .. يقف العالم أمام مفترق طرق .. عاجزا  عن فعل أي شيء  سوى تقديم النصائح الطبية وتقديم الاسعافات الاولية للمصابين بالكورونا من جهة اولى والتخبط في تحديد أساليب علاجه .. بسبب فقدان العالم بكل دوله للبحث الطبي الانساني ، ما يدل على عجز البشرية من الانتصار على الامراض المعدية .. علما بان دول كبيرة  وصلت الى القمر وتفكر بالمريخ ولديها آلاف الرؤوس النووية ولديها المصانع الضخمة في صناعة السيارات والمعدات المختلفة وبالأخص الدبابات والمجنزرات وآلات القتل الكثيرة .. تقف هذه الدول الصناعية عاجزة عن ايجاد علاج لفيروس الكورونا .. من جهة اخرى تجدها تقدم مليارات الدولارات للرياضيين وعارضات الازياء  وهي عاجزة عن تقديم جرعة للمصابين بفيروس الكورونا .. أمام كل هذا ! هل الكورونا هي الحرب العالمية الثالثة  التي تدور رحاها بين الامبراطوريات العظمى مثل (الولايات المتحدة . الصين -  روسيا – الهند – اليابان – المانيا ..الخ) هل المقصود حرب تجارية – اقتصادية بين هذه الدول  بدلا عن حروب القتال بالأسلحة .. لماذا هذا الفيروس في هذا الوقت بالذات .. ماذا تريد الولايات المتحدة من العالم .. لماذا عجزت عن استخدام اسلحتها في محاربة الاخرين او تهديد الاخرين كما كان سابقا .. على ماذا تعتمد الان الولايات المتحدة الامريكية بعد خوضها حروب ضد افغانسان سنة 2001 وضد العراق 2003 وتواجدها العسكري في معظم دول العالم .. لماذا كانت تتبوأ منظومة القطب الواحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سنة 1991 م  .. لماذا  حاربت الصين في تجارتها  ولماذا توقع العقوبات مع الاتحاد الاوربي ضد روسا الاتحادية ولماذا تدعم اسرائيل للانقضاض على الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني ولماذا تحارب الدول التي لا تسير في ركبها مثل  فنزويلا .. هناك الكثير من الاسئلة وقليل من الاجابات .. لكن يبقى السؤال الاهم : كيف  سيهزم العالم الكورونا ويتفرغ لتقسيم العالم مجددا تحت عنوان : امبراطوريات جديدة وهدم امبراطوريات قديمة كما حصل بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى عندما انهارت الامبرطوريات النمساوية والروسية والعثمانية وجاءت امبراطوريات انجلترا وأمريكا وفرنسا .. ما هي الدول التي تتصدر بعد الكورونا الاقتصاد العالمي بعد فشل السلاح الذري في القضاء على الكورونا .. ما هي المعادلة الجديدة ؟ وما هي التحالفات الجديدة ؟ وما هي قاعدة هذه التحالفات ؟ هل هو سباق التسلح اما سباق الابحاث على صحة الانسانية !! .. هل سيبقى العالم ينفق المليارات من الدولارات على الرياضة دون سبب ونسوا مجال الابحاث  العلمية الطبية الانسانية .. هل ستعمل هذه الدول على الاهتمام بالصحة وبناء المستشفيات وتطوير  النظام الصحي في بلدانها وبالتالي تطويره على المستوى الدولي .. الايام القادمة  بل الاشهر القادمة ستجيب على سؤال مهم ماذا تريد البشرية من ذاتها .. هل تريد الدمار أم تريد البناء على قاعدة السلوك الانساني والحفاظ على الانسانية !!!

بقلم:الدكتور حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت