نشر نادي الأسير الفلسطيني تقريرا حول واقع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لمناسبة الذكرى السابعة لاستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية.
وتتزامن هذه الذكرى مع انتشار فيروس "كورونا" المُستجد، والتخوفات الكبيرة من انتشاره بين صفوف الأسرى، خاصة المرضى منهم وكبار السن، وعددهم (700) أسير، بينهم (200) أسير يعانون أمراضاً مزمنة.
ويواجه الأسرى خطرا إضافياً، مع إعلان إصابة أحد الأسرى المفرج عنهم من سجن "عوفر" بالفيروس، الأمر الذي يُسقط إدعاء إدارة سجون الاحتلال بأن لا إصابات بين صفوف الأسرى، رغم إعلانها عن إصابة سجانين، وحجر آخرين.
وقال نادي الأسير في التقرير الصادر يوم الخميس، إنه ومنذ عام 1967م، اُستشهد (222) أسيراً كان من بينهم (67) أسيراً اُستشهدوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد، والتي تُشكل أحد أبرز الأدوات التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى، علماً أن العديد منهم لم يشتكوا قبل اعتقالهم من أمراض أو مشاكل صحية، هذا وعدا أن جزء من الأسرى المرضى اُستشهدوا بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم.
وتعتبر "عيادة سجن الرملة" الذي يُطلق عليها الأسرى "بالمسلخ" شاهداً على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيها نحو (16) أسيراً مريضاً في ظروف مأساوية.
واستذكر النادي محطات من حياة الأسير ميسرة أبو حمدية، الذي قتله الاحتلال بشكل بطيء على مدار سنوات اعتقاله، والتي امتدت منذ عام 2002، وحتى تاريخ استشهاده في2 نيسان/أبريل 2013، بمستشفى "سوروكا"، حيث تسبب الإهمال الطبي المتعمد بإصابته بالسرطان، والذي كان قد انتشر في جسده عقب اكتشافه.
وأدى الإهمال الطبي إلى استشهاد (18) أسيراً آخرين، آخرهم الأسيران بسام السايح، وسامي أبو دياك، فيمالا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين أربعة شهداء هم: عزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح منذ العام الماضي.
وساهمت أساليب التعذيب التي تعرض لها الأسرى على يد المحققين، في التسبب بإصابتهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة، زادت حدتها نتيجة ظروف الاعتقال القاسية، حيث تفتقر السجون لأدنى الظروف الصحية، ويؤكد الأسرى الذين خاضوا تجربة الاعتقال لسنوات طويلة، أن سجون الاحتلال بيئة خصبة لانتشار الأمراض.
ووفقا لمئات الشهادات التي تابعتها المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى على مدار سنوات طويلة، حول أدوات وسياسات إدارة السجون في استخدام حاجة الأسرى للعلاج كأداة تنكيل، إلا أنها لم تحرك ساكناً لدى المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، التي لم تتخذ أي إجراء أو تدخل جدي لوضع حد لهذه الجريمة.
وتمارس سلطات الاحتلال سياسية الإهمال الطبي من خلال المماطلة في تشخيص المرض وإجراء الفحوص الطبية، وتقديم العلاج اللازم، والضغط على الأسير المريض عبر نقله باستمرار بـ "البوسطة"، وهي رحلة عذاب للأسير، يعيشها خلال محاولته الحصول على علاج، حيث دفعت هذه السياسة العديد من الأسرى للامتناع عن الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وازدادت حالات الأسرى المرضى عقب عام 2015، بعد اعتقال الاحتلال لعشرات المصابين بالرصاص خلال المواجهات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في هبة القدس الشعبية، ولليوم يعاني عدد منهم نتيجة الإصابة، خاصة من بترت أطرافهم.
ومؤخرا، وجه الأسرى المرضى رسالة أكدوا خلالها: "لا نسمع من إدارة السجون سوى القول بأننا نأخذ الاحتياطات وما ذلك إلا ذر الرماد في العيون، خاصة مع وجود مئات الأسرى المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية بعضها بالغ الخطورة، ناهيك عن المصابين بأمراض ضيق التنفس والقلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، وغيرها من الأمراض المزمنة".
وأضافوا "نوجه مناشدتنا للعالم ولكل المعنيين بحقوق الإنسان لمجرد كونه إنسان ماذا تبقى لنا من حقوق والمرض يهدد حياتنا يوماً بعد يوم، ولا إجراءات حقيقية أو حتى استعدادات منطقية، فالإهمال الطبي والتأخر في العلاج يطارد الأسير، ومنا من فارق الحياة نتيجة الإهمال الطبي والصحي".
وتابعوا "كل ذلك في وقت نسمع فيه عن عدم قدرة الجانب الصحي الإسرائيلي أصلاً على استيعاب المصابين بالفيروس مع زيادة انتشاره."
وفيما يلي عدد من الحالات المرضية الصعبة في سجون الاحتلال:
• الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاماً) وهو أكبر الأسرى سنّا في سجون الاحتلال، ويعاني من سرطان البروستاتا، ومشاكل في النظر، أجرى عدة عمليات جراحية، بالإضافة إلى مشاكل في الضغط، وأصبح في الآونة الأخيرة يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية حاجته بسبب المرض، علماً أنه محكوم بالسجن لمدة (17) عاماً، وهو معتقل منذ عام 2006.
• الأسير موفق عروق (77 عاماً) من الأراضي المحتلة عام 1948، مصاب بسرطان في المعدة والأمعاء، أجرى في شباط الماضي عملية استئصال للمعدة، ولا زال يعاني أوضاعا صحية صعبة وخطيرة، وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن (30) عاماً.
• الأسير منصور موقده، من محافظة سلفيت، يعاني من شلل نصفي، ويعيش على معدة وأمعاء بلاستيكية، ويعتمد على أكياس للإخراج، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن لـ(30) عاماً.
• الأسير معتصم ردّاد من محافظة طولكرم، يعاني من التهابات مزمنة وحادة في الأمعاء تعرف "بالكولايتس"، وارتفاع في ضغط الدم، وقصور في عمل القلب، وهو معتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسجن (20) عاماً.
• الأسير رياض العمور من بيت لحم، يعيش على جهاز لتنظيم دقات القلب، ويتعرض لحالات إغماءات متكررة، وبعدسنوات من مماطلة إدارة سجون الاحتلال، بدأ الجهاز يبرز من تحت الجلد ويتسبب له بألم شديد بسبب إهمال الإدارة في تغييره، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة.
• الأسير ناهض الأقرع من قطاع غزة، بترت ساقيه خلال خضوعه لأربع عمليات جراحية، ويعتمد على كرسي متحرك في التنقل، وهو محكوم بالسجن لثلاث مؤبدات، ومعتقل منذ العام 2007.
• الأسير يسري المصري من غزة، يعاني من أورام في الكبد، وآلام شديدة في جميع أنحاء جسده، وخضع عام 2013 لعملية استئصال ورم سرطاني في الغدة، أدى لمضاعفات لديه بسبب الإهمال الطبي، وهو محكوم بالسجن (20 عاماً)، ومعتقل منذ عام 2003.
• الأسير محمد ابراش من رام الله، أصابته قوات الاحتلال قبل اعتقاله، في جميع أنحاء جسده، وتفاقمت حالته نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال اعتقاله، وكان يعاني من إصابة في عينه اليسرى، وفقد النظر في اليمنى داخل السجن، وهو اليوم مقعد وفاقد للنظر، كما أن سمعه يتلاشى مع مرور الوقت، وهو محكوم بالسجن (3) مؤبدات و(30) عاماً، ومعتقل منذ عام 2002.
• الأسير خالد الشاويش من طوباس، تعرض لإصابات قبل اعتقاله عام 2004، أدت إلى انتشار الشظايا في جميع أنحاء جسده، يرافقه الألم على مدار الساعة، ويعيش على المسكنات، وهو محكوم بالسجن مدى الحياة.
• الأسير نزار زيدان من بلدة بير نبالا، يُعاني من شلل في أطرافه اليسرى، نتج عن حقنه من قبل أطباء السّجن عام 2009، بحقنة خاطئة، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن (37) عاماً.
• الأسير علاء الهمص من رفح، أصيب خلال الاعتقال بمرض السل عام 2012، وعلى إثرها تم إعطاؤه علاج قوي لمدة ستة أشهر متتالية، ما تسبب له بورم في الغدة اللمفاوية، ومشاكل في المعدة والأعصاب وارتجاف في الأيدي والأرجل، وهو محكوم بالسجن (29) عاماً، ومعتقل منذ العام 2009.
• الأسير ياسر ربايعة من بيت لحم، محكوم بالسجن المؤبد وعشر سنوات، ويعاني من سرطان في الأمعاء، وخضع عام 2007 لعملية جراحية تم خلالها استئصال جزء من الكبد، وهو معتقل منذ عام 2001.