ذكرى أليمة وقاسية هي تلك المجزرة التي ارتكبتها عصابات جيش الاحتلال ذكري لا يمكن ان ننساها فهي تعيش فينا ألما ووجعا مذبحة مخيم جنين وتلك البطولة الخالدة ملحمة نضالية فلسطينية : كي لا ننسى فالمجازر والمذابح كثيرة ومتعددة وهي تشكل الألم الفلسطيني والوجع ومع ذلك يعيش الفلسطيني على آمال الوحدة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
نقف إجلالا وإكبارا للشهداء الابطال الذين ذهبوا ضحايا أبشع مجزرة عرفها التاريخ المعاصر ذكرى مجزرة مخيم جنين الذكرى السنوية الثامنة عشر التي ارتكبت بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل وحشي وعرفت بمجزرة مخيم جنين وذهب ضحيتها ما يقارب 60 شهيدا من ابناء المخيم الأبرياء الذين كانوا يسكنون في المخيم وقاموا بنسف وهدم 500 منزل ومنشاة وتدمير البنية التحتية وأجزاء من مدينة جنين.
ان هذا العدوان والذي بدأ بتعليمات مباشرة من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك آرائيل شارون وإشراف رئيس هيئة أركانه شاؤول موفاز قوبل بتصدي اهالي المخيم للعدوان الهمجي لترتكب القيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية هذه المجزرة البشعة حيث استمرت معركة مخيم جنين لأكثر من اسبوعين ولم يستطع في أيامها الأولى جيش الاحتلال التقدم داخل المخيم مما دفعه لجنون القصف العنيف والعشوائي لكل متحرك وساكن في المخيم وتهجير معظم الاهالي إلى خارجه في نزوح ثان إلى البساتين المجاورة والبلدات المحيطة ومدينة جنين.
يتذكر ابناء الشعب الفلسطيني تلك المجزرة البشعة والتي تشكل وصمة عار على جبين الاحتلال الاسرائيلي وتلك النداءات عبر مكبرات الصوت التي تهدد سكان المخيم وتتوعدهم بالدمار وتطالبهم بالاستسلام إلا أنهم قرروا الصمود وعدم الانصياع لأوامر سلطات الاحتلال العسكري رغم قلة الإمكانات المتاحة لديهم وقامت قوات الاحتلال الهمجية الاسرائيلية بارتكاب المجزرة بحق سكان المخيم لتدمر جميع المرافق وتقوم بنسف المباني على من تواجد فيها بشكل مباشر لتدمر البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات وحظرت في حينه وسائل الاعلام من دخول المخيم لمنع توثيق جرائمه.
إن ذكرى مجزرة مخيم جنين تعيد للأذهان الوحشية الإسرائيلية التي ارتكبت فيها تلك المجازر من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبقر بطون الحوامل وتقطيع الأوصال في واحدة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني لتضاف الي سلسلة المجازر الاسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ولتكون شاهدة على العصر وأن هذه المعاناة تتطلب مزيدا من الاهتمام بأوضاع شعبنا الحياتية والإنسانية والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا لقرار 194.
ان صمود الوطن الفلسطيني صمود جنين وغزة وصمود القدس والخليل وصمود نابلس هو صمود شعب لا يمكن اقتلاعه من ارضه ولا يمكن ان ينالوا من عزيمة اهلنا في القدس ورام الله وأريحا وبيت لحم فكل التحية إلى اهلنا الصامدين الذين يدافعون عن كرامة الشعب الفلسطيني ويواصلون مسيرة الصمود والنضال والإصرار على نيل الحقوق الفلسطينية.
ان التاريخ لن ولم يرحم القتلة وسيأتي اليوم ليتم تقديم هؤلاء القتلة الي العدالة وشعب فلسطين سينتصر مهما طال الزمن ولا يمكن ان يسقط الحق الفلسطيني في التقادم او انتزاع حق العودة الي فلسطين من أي احد فهذا حق كفله القانون وكل اعراف الدنيا حق مقدس غير قابل للتصرف عائدون للوطن وسنكتب حروف العودة مع الفجر الفلسطيني المشرق في القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت