في ظل الأزمة الصحية، التي ما زابت تعصف بالعالم من كورونا، وباتت هذه الازمة مع مرور الأيام كما نرى تقترب من إعتراف فشل نظام دولي، وذلك في ظل عجز دولي في مواجهة كورونا، وكما نرى بات كورونا كما نرى مربكا لمؤسسات دولية كمنظمة الصحة العالمية، وحتى الأمم المتحدة نراها عاجزة عن ادارة الأزمة عبر تعاملها مع فيروس كورونا، الذي بات يهدد البشرية باجتياحه لكل دول العالم.
لا شك بأن كورونا اليوم وضع النظام الرأسمالي على مفترق طرق، وأن انهياره بات مسألة وقت كما يرى المحللون. فهذه الجائحة، التي تضرب الكرة الأرضية تبدو بأنها أقوى من حرب عالمية ثالثة، وذلك عبر ما نراه من انهيار لاقتصادات الدول، وعجز الأنظمة الصحية من مواجهة كورونا من خلال تعريتها لانظمة الرعاية الصحية في الكثير من الدول. فكورونا جعل الرأسمالية تواجه أزمة تعد من أكبر ازماتها في تاريخنا الحديث، وهنا يبرز سؤال محوري هو ما بعد كورونا، هل هذه الأزمة ستؤسس لعالم مغاير عبر تغيير وظيفة الدول من خلال وقوفها إلى جانب المواطنين، الذين رأوا بأن العولمة لم تجدي نفعا في ظل إستمرار تفشي كورونا؟
فكورونا بدون أدنى شك كشف الزيف العالمي، لا سيما زيف الدول العظمى على مواجهة أخطار باتت تحدق بالعالم صحيا، اكثر منها اقتصاديا، غير أن الاقتصاد نراه تضرر أيضا مثل الصحة، فلو نظرنا الى الولايات المتحدة الأمريكية نرى بأن انهيارا صحيا واقتصاديا بات على أبوابها يهددها بشكل فظيع، حيث بات التهديد لها وشيكا في ظل عجزها عن مواجهة كورونا. فهذه الازمة التي تعصف بالعالم لا تشبه ازمة أخرى مرّ بها العالم، حتى الأزمة المالية في عام ٢٠٠٧ لم تكن لهذا المستوى من الانهيار، ومن هنا يمكن أن نستنتج بأن ما بعد كورونا لا يشبه ما قبلها بكل تأكيد . فالرأسمالية باتت في مأزق تاريخي، لا سيما بان الاقتصاد العالمي لا يمكنه الصمود في ظل استمرار هذه الجائحة، التي تعصف بدول العالم .
فالعولمة على ما يبدو ستنتهي عبر تقييد حركة التجارة بين الدول، وهذه الجائحة كشفت بشاعة النظام الرأسمالي المتزعم للعالم. يعتبر كورونا اليوم تحدّيا للرأسمالية بكل ما للكلمة من معنى، فهذه الازمة القت بثقلها في السوق المالية، وما نراه اليوم هو ما يكشفه كورونا عن هشاشة الأنظمة الرأسمالية، ومن يدور في فلكها من دول ضعيفة وحتى من دول قوية.
لا شك بان كورونا يكشف اليوم عن الوجه الحقيقي للرأسمالية، التي لا ترى في الانسان سوى وسيلة لها، لكن في النهاية فإن هذه فهذه الجائحة ستقود حتما إلى تغيير نحو نظام عالمي جديد، هكذا هي الصورة، في هذه المرحلى التي يرسمها كورونا. والرأسمالية على ما يبدو في طريقها إلى الانهيار في ظل عجزها عن مواجهة كورونا، فالعالم سيتغير من كورونا نحو نظام عالمي يبدو بأنه سيكون مغايرا..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت