يعيش العالم بأكمله في محنة خاصة واستثنائية، ويقف أمام مخاطر فيروس صغير الحجم ومجهول لا يرى في العين المجردة.
ومنذ أن تفشى الوباء الفيروسي الكوروني الكوني اتخذت دول العالم احتياطات لحماية شعوبها والحد من انتقال وانتشار المرض، فقامت بإجراءات ضرورية، كتنظيم الدخول والخروج للمحلات التجارية، وإغلاق المؤسسات العامة والمدارس والجامعات والمعاهد التعليمية جميعها، فضلًا عن المطاعم والمقاهي، ووصل الحد إلى اغلاق الكنائس والمساجد وعدم إقامة صلاة الجمعة والشعائر الدينية وذلك بطلب وفتوى المرجعيات الدينية، وهذا أكثر شيء افتقده المسلمون وخسروه في ظل جانحة كورونا، وباتوا يحنون للمساجد والصلوات فيها.
ولعلها المرة الأولى في التاريخ البشري على المستوى العالمي توقف الحياة، وتوقف حركة المطارات والموانئ، وعدم إقامة الصلوات، وهي المرة الأولى التي تغلق فيها كنيسة القيامة وتخلو فيها درب الآلام من المصلين، وتتوقف الصلاة في المسجد الاقصى، ولا يجتمع المسلمون حول الكعبة المشرفة، وفي جميع بيوت العبادة في انحاء العالم كافة.
وقد تفاوت الناس، الذين أرغمهم الوباء على العزل والبقاء في بيوتهم ومنازلهم وعدم مغادرتها، واحترام حالة الطوارئ وقوانين منع التجول، والتخلي عن متع الحياة ومباهجها، والاقلاع عن عادات أحبوها، وتقاليد اجتماعية ورثوها واعتادوا عليها والاكتفاء بالبقاء في قلب " الحصار " و " السجن " البيتي..!
المهم في الأمر الذي يزيد قلقنا وتوترنا وضغطنا النفسي ويشد أعصابنا، هو انه لا جواب حتى الآن للسؤال : متى وكيف ينتهي هذا الوباء ويزول عنا .؟!
ليس امامنا سوى الابتهال والتضرع للـه أن يُعجِّل في رفع هذا الوباء الفتاك القاتل مجهول الهوية، ويزيل هذه الغمة السوداء، لتعود الطمأنينة لنا، ونعود للحياة الطبيعية، للمساجد والكنائس، للمدارس والجامعات، لأعمالنا ومرافقنا العامة، للمتنزهات العامة، لشواطئ البحار، لاحتفالاتنا ومناسباتنا الاجتماعية، لأعراسنا التي كنا نتذمر منها واصبحنا نتوق إليها.
كلنا أمل أن يجيء الفرج قريبًا، حتى تنتهي هذه المحنة الكبيرة، التي أوقفت الحياة، وشلت العالم بأسره، ونتخلص من هذا الفيروس الصغير، الذي أتعب وحيّر العلماء ورجال الطب، وايجاد مصل له. أمين يا رب العالمين.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت