حقيقة قصة فيروس كورونا وما تحمل من تراجيديا للحياة الادمية على الكرة الارضية وعجز التكنولوجيا والعلوم الطبية بعد تفشية بعدة شهور عن وجود علاج له وهذا مقرون بالاتهامات المتبادلة بين الصين وامريكا على مستوى راس النظام السياسي يدعونا لتاكيد شعورنا واسناد هذا الشعور لنظرية المؤامرة والحرب البيولوجية فالحرب العالمية الثالثة لن تكون باسلحة الدمار الشامل التي قد تنهي الحياة تماما على الارض بل استبدالها باسلحة بيولوجية ذات طبيعة استراتيجية محدودة ولكن قد نعود لما يقال عن رواية نشرت لمؤلف امريكي ذكرت مدينة يوهان لانتشار فيرس خطير يسمى يوهان 400 يتفشى في دول العالم واطلق هذا الاسم على الفيروس عام 2006 م بعد تغيير اسمه في الرواية الاصلية للكاتب عام 1989م اجمالا هذا الفيروس الذي اتهم فيه ترامب الصين بخروج هذا من معاملها على بعد 30 كيلو متر من مدينة يوهان التي تعدادها 50 مليون نسمة وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بنحو 735 ألف حالة، وكذلك الأولى من حيث حصيلة الوفيات جراء الجائحة بـ38779 حالة طبعا بعد الصين التي اتهمها ترامب بالتضليل في عدد وفياتها وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت: "يجب أن تكون هناك تبعات بالنسبة إلى الصين إذا كانت هي مسؤولة عن جائحة فيروس كورونا بشكل متعمد". كما اضاف تبريرا لتجميد المعونات الامريكية لمنظمة الصحة العالمية أن هناك سبل أفضل لإنفاق 500 مليون دولار تحصل عليها هذه المؤسسة عادة. .
وكما كان هو موقف cia , ,وبعض الاشارات من لندن في هذا الاتجاه ودول اوروبية اخرى في حين تدافع وسائط علمية كبيرة عن وجهة النظر القائلة بان الفيروس لم يتم تخليقة وناتج عن تفاعل وتطور فيروس كورونا ... اما الصين التي اتهمت امريكا والسي اي ايه بتهريب الفيروس مع جنودها المشاركين في الالعاب في مدينة يوهان اي ان الاتهامات المتبادلة تتم من اعلى النظام السياسي في كلا البلدين مما يعزز البحث في نظرية المؤامرة ، فليس سهلا الدوائر السياسية في كلا البلدين وراسمي القرار فيهما ان يتحدثا بتلك اللغة الاتهامية من كلاهما .... ولكن المؤكد وبعد تشكيك ترامب باخفاء الصين معلومات عن الفيروس وعدد الضحايا تعدل الصين من تعداد الوفيات فيها في حين انها تعلن انها سيطرت على الفايروس وتفتح النشاطات في يوهان تلك المدينة التي تعتبر قلب التكنولوجيا الصينية والمنطقة البحثية في مجال الحروب البيولوجية والجرثومية.
ومن المؤكد ان ضحايا الفيروس في الصين كثر ويفوق ضحايا الفيروس في امريكا وهذا ما اوضحه الرئيس ترامب ، ولكن السؤال هنا من يصمد اكثر امام هذا الوباء امريكا التي تخسر كثيرا من قوة الدولار المحملة باكثر من 3 ترليون دولار عجز في موازنتها وظاهرة الدول التي تعقد اقاقيات ثنائية بالعملات المحلية للتبادل التجاري كانفكاك من منطقة الدولار والتي يتزايد عددها او اتجاهها لليورو او الاسترليني ، وهل امريكا قادرة على ايقاف الزحف الصيني لعقد اتفاقيات ثنائية مع اوروبا مثل ايطاليا مثلا وافريقيا ، وهل اوروبا او الاتحاد الاوروبي سيبقى موحدا بعد خروج بريطانيا وهزة فيروس كورونا وتاثيرها على الوضع القطري والاقليمي في تلك الدول وعدم مقدرة امريكا على الوقوف مع تلك الدول وانشغال كل منها باوضاعها الداخلية .... اسئلة مهمة تفيد بالاجابة بان العالم سيتغير ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وقتصاديا اي جميع المعادلات ستتغير فمشروع مارشل اتى بعد الحرب العالمية لاعمار اوروبا ، اذا اي مشروع سينقذ اقتصاد العالم بعد كورونا الدائمة كفيروس ..؟! واي المعادلات ستتبلور .؟! ولكن في الطرف الاخر في جانب الاتهامات الصين مدت يد العون حين عجزت امريكا لايطاليا وفرنسا ودول في الشرق الاوسط ، هل تستطيع الوقوف امام الحرب الاقتصادية التي يقودها ترامب الذي اتهم الصين بسرقة العقول وبراءات الاختراع من امريكا وهنا نشير بان اليابان تنحاز لمجمل العقوبات الامريكية على الصين وترصد 2 مليار دولار لنقل مصانعها خارج الصين واستراليا تلغي عقود هواوي وتنحاز للغة ترامب الاتهامية وتطالب بتعزيز موازنة اليورو كغطاء اما فرنسا فاستبعدت ان يكون كورونا مُخلق في معامل يوهان وجدير بالذكر ان مدير معامل البحوث البيولوجية صرح ردا على ترامب ( بان كورونا تفوق قدرات البشر وذكاؤهم )، ولا احد يستطيع ان يتنبأ بمواقف دول اوروبا على الاقل 18 دولة بعد الهزات العنيفة هل سيتحول بعض منها الى حالة تحالف وتشابك اقتصادي مع الصين ام ستنحاز للعقوبات الامريكية ..... اما الشرق الاوسط ودوله وحين ان اذكر الشرق الاوسط اتجه لتعريف العلاقة بين امريكا واسرائيل .. اسرائيل التي اتجهت للصين وعشرات الشركات الصينية التي تعمل فيها الان بالاضافة الى التعاون في مجال محاربة فيروس كورونا فهل ستكون الصين بديلا عن الغطاء الامريكي .! .... الواقع منعقد كثيرا وخاصة ايضا في مجال الطاقة وتحالفات قد تظر او اوشكت على الظهور بين دول منتجة في منطقة الشرق الاوسط وروسيا خارج منطقة الدولار ..... بعض وجهات النظر تتحدث على ان امريكا مهددة بولاياتها وقد تتمرد الولايات الغنية عن الحكومة المركزية وهذا قد يذكرنا بتاريخ امريكا وتصرفات رؤسائها وهي بكل الاحوال دموية ....
اجمالا كلا من الصين وامريكا تستخدمات كورونا في حربهم الاقتصادية التي بدأها ترامب على الصين منذ شهور عديدة في حين وبشكل مباشر وفي المناطق الاكثر وباء امريكا ايطاليا فرنسا المانيا اسبانيا ايران وباقي الدول الاوروبية با خزائن تلك الدول تخلصت من الاعباء المالية التي يكلفها كبار السن على موازنة الدولة من تامين وعلاج حيث ذكرت الانباء بان الاف المسنيين قد لقوا حتفهم بسبب وباء كورونا اي ان تلك الدول تأرجحت في مواجهة الوباء وربما اعتمدت كما يقال على مناعقة القطيع والبقاء للاصحاء من الشباب ، فكان من المستغرب ان يتحدث جنسون في بداية ازمة كورونا مخاطبا الشعب البريطاني قائلا : فل تستعدوا لفراق احبتكم ..!
اذا الى اين العالم يسير ..؟ ويتجه ..؟؟ امريكا لن تبقى امريكا واوروبا لن تبقى اوروبا .؟. وقد تكون منطقة الشرق الاوسط في افضل حال مع اي معادلات قادمة ..
سميح خلف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت