تعيش الأراضي الفلسطينية رمضانًا مختلفًا هذا العام، في ظروف استثنائية بسبب فيروس كورونا الذي شل كافة مناحي الحياة وأثر على أوضاع المواطنين الاقتصادية، وسط تصاعد اعتداءات المستوطنين وجرائمهم بحقهم مستغلين حالة الطورائ المعلنة.
وزيادة على أعباء الحياة التي ألقى فيروس كورونا بظلالها على كافة مناحي الحياة خاصة الاقتصادية، فتوقفت كثير من الأعمال والمصالح مما زاد معاناة من يتكسب منها، يستغل المستوطنون في مختلف قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة هذه الحالة لزيادة اعتداءاتهم على أراضيهم ومحاصيلهم، ليتضاعف قلق وتوتر المواطنين بين جرائم المستوطنين وكورونا والحالة الاقتصادية.
مستوطنون يصعدون الجرائم
وتعاني القرى الفلسطينية المحاذية للمستوطنات من اعتداءات المستوطنين اليومية، ويعتبرها المواطنون لا تقل خطورة عن كورونا.
المواطن سليم النجار من بلدة بورين إلى الجنوب من مدينة نابلس يقول: "اعتداءات المستوطنين التي تعرضت لها بورين وقرى نابلس وكثير من القرى الفلسطينية، تجعلنا بالفعل نعيش لحظات التوتر والخوف من أن يكون هناك ضحية لتلك الجرائم التي غالبا ما تتم تحت أعين الاحتلال وجنوده".
وأضاف: "المستوطنون ككل عام، يستغلون رمضان للتصعيد ضد المواطنين مستغلين لحظات الإفطار تارة، والنوم بالليل تارة ثانية، والانشغال بالقيام تارة ثالثة كي ينفذون جرائهم، وفي هذا العام الخشية من أن يتركوا ليس فقط جرائمهم وأثرها، بل والفيروس الذي يعلق بهم كونه متفش بشكل كبير بينهم، وهذا يعني انتقاله للمواطنين وتهديد حياتهم".
شلل اقتصادي وغياب أجواء رمضان
ويستقبل كثير من المواطنين الفلسطينيين شهر رمضان المبارك بجيوب فارغة، وميزانيات مرهقة، نظرًا لتبعات الحجر المنزلي بسبب كورونا، وتزامنًا مع توقف كافة المصالح الاقتصادية، وعجز أصحاب الحرف والمهن عن ممارسة أعمالهم.
ويلخص التاجر يزن عبدو أحد مالكي بسطة للخضار والفواكه في مدينة نابلس، الواقع الاقتصادي قائلا :"أسواق فتحت مؤخرا، وبضاعة تملأ الأسواق، ولكن المشكلة تكمن بنقص وانعدام الزبائن، الذين لا يجدون مالا يدفعهم للخروج إلى الأسواق".
وختم: "الزبون اليوم بات يبحث عن كل ما هو في صالحه، فالتقشف عنوان لحياته، وبات وبكل سهولة قادرا عن الاستغناء عن الفاكهة؛ لأنه بالأصل عاجز عن أن يأخذ ما اعتاده من الخضروات".
وفيما يخص الأجواء الرمضانية، كتب المواطن إسماعيل دويكات من بلدة بلاطة البلد عبر صفحته على الفيس بوك قائلا :" لم نعهد أنفسنا، مررنا بمثل هذا الكابوس، ولم نعد نستوعب بأنّ هذا العدو والمتمثل بفيروس كورونا سيغير المعادلة ويجعلنا حبيسي المنازل، محرومين من المساجد والتراويح والأجواء الروحانية، والتجول بالأسواق".
وتشارك المواطنة فداء كلبونة برأيها ما قاله دويكات مضيفة :"ما نمر به لا يأتي حتى في الكوابيس من أحلامنا، ولكننا سنجعل من بيوتنا مساجد، ونحاول أن نتغلب على هذا الوباء رغم كل المنغصات التي جلبت بالتوازي مع كورونا".حسب تقرير لخدمة حرية نيوز