خليل عبدو (أبو محمد خليل الحجة)... الصفدي العتيق

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

thumbnail_خليل عبدو


 

"خليل عبدو"، من بسطاء مخيم اليرموك، ومن الذين كانوا لايغادرون حدود المخيم، إلاّ كل عامٍ، أو عامين، ولأمر طارىء. فلسطيني، وصفدي حتى الثمالة، عرفته أحياء المخيم في مربعه الأول مابين مدخله، (الذي كنّا نسميه بالجسر لوجود قناة مائية أيام الزمن الغابر على مدخل اليرموك) وحتى بدايات شارع لوبية.

أبو محمد الحجة، الشهير باسمة الكودي "خليل عبدو" مواليد مدينة صفد قبل النكبة، حين خرج منها وهو فتى صغير السن، لاجئاً وبشكلٍ مؤقت الى سوريا، فتابع بدمشق امتهانه لعمله في زمن فتوته في البلاد، في مدينة صفد، في مهنة صناعة الخبز والكعك، واتخذ من اليرموك ومخبز الصفدي لصاحبه المرحوم العم وصديق الوالد جمال محمد الحصري (ابو محمد)، مركزاً لعمله، متنقلاً بينه وبين مخبز أبو عوض الحيفاوي (وللمصادفة : إن كنية عائلة أبو عوض هي : فران ..). وكان مخبز الصفدي لصاحبه جمال الحصري أول مخبزٍ في اليرموك من حيث تاريخ نشأته. بينما برع أبو محمد الحجة في صناعة الخبز والكعك بكل أنواعه وأشكاله.

أبو محمد الحجة، أو باسمه الكودي "خليل عبدو" كان ينطق لغته العربية في الحديث العام مع الناس، باللهجة الصفدية "القُحة" التي كان "يقحفها قحفاً" من قاع حنجرتهِ. ويمط بها مقترباً بها من لهجة الشوام الدمشقيين، ولهجة اهالي مدينة نابلس. فالمدن الثلاث : دمشق، صفد، نابلس. تجعها لهجة متقاربة عند التدقيق بها.

بعد سنواتٍ طويلة، من العمل بالمخابز، كانت وقفة استراحة أبو محمد الحجة، من خلال بيع الفاكهة على مدخل شارع (إجزم) المُتفرع من شارع اليرموك، مقابل صيدلية القدس (لصاحبها العكاوي ابراهيم البيطار). حيث استطابت له الأمور، من خلال سلامات الناس الذاهبة والآتية، ودردشات المحبين، والتقاط أخبار اليرموك، وسيرة أبناءه، فضلاً عن أحاديث السياسة واخبار العمل الفلسطيني. فقد كنت اصادفه يومياً أثناء مروري بمركزه الثابت ليبادرني على الفور بعبارة : "اهلين عمي علي، الله يرحم ابوك".

لم يستطع العم أبو محمد الحجة مفارقة اليرموك، فتوفي بعد فترة قليلة من خروجه منه في بلدة (التل) في ريف دمشق الشمالي. رحمه الله.  

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت