الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

علي مصطفى


 

الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا، وهي الجهة الحكومية الرسمية التي تشرف على أحوال لاجىء فلسطين المسجلين في سوريا منذ عام النكبة 1948، وقد تأسست بموجب القانون رقم (450) بتاريخ 25/1/1949، وعُدِلَ القانون المذكور بالمرسوم رقم (18) الصادر في 15/2/1974، وقد حددت المادة الثانية من القانون (450) مهام الهيئة على النحو التالي بتنظيم سجلات بأسماء اللاجئين الفلسطينيين، وأحوالهم الشخصية، ومهنهم التي كانوا يمارسونها ..الخ. واستلام كل ما يخصص لهم من التبرعات والهبات من أي مصدر كان، وتنظيم إدارة مستودعات ومراكز التوزيع والقيود والمحاسبة. والإتصال بجميع المؤسسات الدولية والوطنية والدوائر الرسمية والجمعيات الخيرية التي تعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين. واقتراح جميع التدابير والإجراءات المتعلقة بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين واقامتهم في سوريا. ولم يتغير دور الهيئة العاملة للاجئين العرب الفلسطينيين بعد صدور القانون رقم (260) لعام 1956 الذي أعطى الفلسطينيين الحقوق الممنوحة للسوريين بإستثناء الترشيح للمجلس النيابي، والرئاسة والوزارة والإدارة المحلية. واعتمدت الهيئة على المساعدات والتبرعات حتى صدور القانون رقم (265) لعام 1960 الذي حدد لها نظاماً مالياً. واعتباراً من عام 1969 أصبحت ميزانية الهيئة جزءاً من الميزانية العامة. وتتبع لها ثلاثة معاهد هي : معهد الشهيد عبد القادر الحسيني للإناث من أيتام فلسطين. معهد الشهيد سعيد العاص للذكور من ايتام فلسطين. معهد المهن والفنون النسوية. وتعتبر الهيئة العاملة للاجئين الفلسطينيين المسؤولة عن الإشراف والمتابعة في كل ما يتعلق بنشاطات وكالة الأونروا وغيرها من المنظمات الدولية التي تعمل بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.

المقر الرئيسي للهيئة في منطقة الجسر الأبيض بدمشق، ولها مقرات فرعية، حيث يتواجد اللاجئون الفلسطينيون، وخاصة مكاتبها ودوائرها الموجودة في مخيم اليرموك، وفي منطقة (عين كرش) الواقعة وسط مدينة دمشق تقريباً، والتابعة لـ (حي ساروجا). وتُشرف الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب على أعمال تلك الدوائر التابعة لها، ومعها وزارة الداخلية التي تَعني بالأمور المدنية، فضلاً عن وزارة الدفاع حيث يوجد في المبنى أيضاً، شعبة تجنيد فلسطين المركزية، والتي يُقَدَر لكل شاب فلسطيني ان يَمُرَ عبرها خلال التحاقه بخدمة العلم، وبعد إنتهاء خدمته العسكرية.

كان موقع دوائر (عين كرش) الرئيسية عام 1949 قرب مسجد (بعيرة) على الطريق الصاعد من ساحة السبع بحرات مقابل المبنى القديم لرئاسة مجلس الوزراء في سوريا، في المكان الحالي الذي يَضُمُ معهد الشهيد عبد القادر الحسيني، فتم نقلها من مكانها المؤقت بعد عدة سنوات الى مكانها الحالي عام 1955.

في مبنى (عين كرش)، نجد آلاف الوثائق والمُستندات، والأوراق الخاصة بفلسطينيي سوريا، ومنها الأوراق التي حَمَلَها أجدادنا وابائنا من فلسطين (قيد نفوس، جوازات سفر وغيرها) مختومة بخاتم سلطات الإنتداب وخاتم حكومة فلسطين، واوراق الطابو وملكية الأرض في المدن والقرى والأرياف الفلسطينية. إن لتلك الوثائق قيمة كبيرة، ملموسة ومحسوسة، معنوية، سياسية، تاريخية، وإنسانية. وعليه يترتب إعادة توظيبها وصيانتها وحفظها وحمايتها من الإهتراء والتأكل بفعل الزمن.

رأس الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال السنوات الطويلة المتعاقبة، عدداً من الشخصيات الوطنية، وفق الترتيب التالي : رشدي الجابي (سوري)، أديب الداوودي (سوري)، محمد طلس (سوري)، أحمد المرعشلي (فلسطيني من مدينة صفد)، أميل صبيح (فلسطيني من مدينة غزة)، صبحي أبو خليل (فلسطيني من مدينة صفد)، أحمد عبد الهادي (فلسطيني من بلدة إجزم قضاء حيفا)، محمد أبو زرد (فلسطيني من بلدة إجزم قضاء حيفا)، والرئيس الحالي وابن مخيم اليرموك الأستاذ علي مصطفى (أبو فراس) (فلسطيني من مدينة ام الفحم) وحيفاوي المولد في فلسطين، والذي يعمل ليل نهار من أجل خدمة أبناء شعبه، في ظل المحنة التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية، ومتابعة المواضيع المتعلقة بمخيم اليرموك من أجل عودة الناس، وعودة اليرموك الى سابق عهده. فالشكر الجزيل المرفوق بالتقدير والإحترام للأستاذ علي مصطفى، ولدوره الكبير في هذا المضمار، ومازال الجميع من أبناء اليرموك بانتظار الحلول المرجوة.

الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا، ليست نتاج حالة استعطافية، انسانية، على الإطلاق، بل جاءت في سياق مجهود البلد من أجل الجزء الأخر من سوريا، ونعني به فلسطين وشعبها العربي، الذي يُشكّل مع الشعب العربي السوري النسيج الواحد و (الطينة) الواحدة، ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً. ولاننسى أن ثلث سكان فلسطين قبل النكبة كانوا من سوريا ولبنان وشرقي النهر (المقصود الأردن حالياً) وخرجوا من فلسطين اثر النكبة.

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت