كانت حصص التعليم المهني من بين مناهج التعليم في مدارس وكالة الأونروا للمرحلة الإعدادية العامة (الحلقة الثانية)، التي تمتد من الصف السابع وحتى الصف التاسع. حيث يجري تدريس مواد علمية، عملية، ومهنية تتناول تصنيع : الأخشاب، المعادن، والرسم الهندسي. حيث يخضع الطالب في الصفوف المذكورة لحصتين أسبوعيتين متتاليتين من كل مادة على إمتداد العام الدراسي الواحد. وقد إمتد العمل بهذا البرنامج منذ تأسيس الوكالة ومدارسها عام 1949 وتوقف في العام الدراسي 1992 بعد تتالي العجز المالي في الميزانية العامة لوكالة الأونروا، ووجود تعليم مهني خاص للمرحلة الثانوية في سوريا، يخضع خلاله الطالب المنتسب لتلك المدارس للتخصص المهني طوال دراسته الثانوية، بما يؤهله لمتابعة دراسته في المعاهد الصناعية التابعة لمختلف الوزارات الحكومية، وحتى في بعض الكليات، وخاصة منها كليات الهندسة بفروعها المختلفة، وقد بات التعليم المهني في سوريا منتشراً منذ سنوات طويلة بواقع تدريس المهن الصناعية كافة، وتقنيات الحاسوب، والتجارة، والمصارف، وغيرها....

كان طلاب إعدادية المالكية، وإعدادية القسطل، وإعدادية الكرمل، في مخيم اليرموك، يخضعون لدراسة تلك المواد في قاعات خاصة، حيث كانت مواد مشوقة جداً للطلاب، وفيها يعملون على تصنيع العديد من الأدوات الجميلة من الأخشاب وصفائح المعادن وغيرها كالسفن والقوارب الخشبية، والصواني الخشبية، والحمالات المعدنية، والشواكيش .. وغيرها. إضافة لتعلم الرسم الهندسي، وإستخدام ادواته، بما في ذلك إستخدام وإستثمار طاولة الرسم الخاصة، ومسطرة الـــ (T) في رسم المقاطع الجانبية والعلوية والأمامية لمختلف المجسمات بما فيها الأبنية والعمارات والأشكال الفراغية وهكذا.. 

قاعات التدريب في المدارس المذكورة، كانت بواقع قاعتين للأخشاب، وقاعتين للمعادن، وقاعتين للرسم الهندسي في كل مدرسة. في بناء منفصل داخل حرم المدرسة ذاتها. وقد برز العديد من مدرسي تلك المواد في مخيم اليرموك، من الذين درسوا أبناء اليرموك تلك المواد المهنية، وقد توفي معظمهم رحمهم الله، وهم : محمد عسقول (طبريا) وهو أقدمهم على الإطلاق وقد توفي بعد شهور قليلة من محنة اليرموك، الفنان التشكيلي عبد المعطي أبو زيد (حيفا)، محمد السلطي (صفد)، حسن زواوي (طبريا)، توفيق خليفة (من مغاربة فلسطين)، أبو فخري محمد صلاح (الشجرة قضاء طبريا)، سليم السعدي (صفورية قضاء الناصرة)، نبيل عطوة (صفد)، عز الدين العيق (الطنطورة قضاء حيفا)، مصطفى شريفة (صفد)، محمود حياتله (الشجرة قضاء طبريا)، أحمد سلايمة (الشجرة قضاء طبريا)، عبد الله عبيد (يافا)، أحمد دسوقي (الطنطورة قضاء حيفا)، عبد الوهاب الطيب (من مغاربة فلسطين)، فرج الصباح (فرعم قضاء صفد)، ديب ربيع سليمان (لوبية قضاء طبريا)، نمر نصار (صفد)، علي الدبش (من شركس فلسطين)، وليد قدورة (صفد)، إسماعيل علي، .... أيام جميلة، عذرية اليرموك والناس. واحلى واحد كان الله يرحمه الأستاذ الطبراني محمد عسقول عندما كان يصرخ بنا بلهجته الفلسطينية القُح عند حدوث الشغب بالدرس. ويطلق عبارات فلسطينية تراثية من نمط : انكب يامقلعط، يغس بالك، قلعاط يكتك ... طمامه تطمك.

بقلم علي بدوان

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت