إميل حبيبي الذي تصادف ذكرى وفاته اليوم، هو علامة فارقة ومضيئة في تاريخ الرواية والقصة الفلسطينية والعربية المعاصرة، وقيمة أدبية كبيرة بإنتاجه الإبداعي المتميز، الذي واكب الأحداث الدرامية المأساوية لشعبنا، ونجد في رواياته حياة كاملة للناس في حركة نضالية دائبة لا تعرف اليأس.
وتبقى على رأس أعماله الأدبية التي خطها يراعه روايته الفذة " المتشائل "، التي مدّ فيها جذور العربية إلى التراث، فنهل من سخرية الجاحظ ومن الحكايات الشعبية، ومدّ بصره إلى الرواية العربية الحديثة، وخلق من هذه المقومات فنًا روائيًا خاصًا به.
وإميل حبيبي من أعظم الروائيين والكتاب العرب احتفاءَ باللغة العربية ومعرفة بأسرارها وإجادة باستخدام ألفاظها وتعبيراتها، وحسن استخدامه للغة يتجلى في جانبين، أولهما حسن توظيف الكلمة والتعبير بالمعنى القاموسي، وثانيهما استخدام اللغة بشكل طازج تمامًا يفجّر دلالات أخرى غير المعنى التقليدي.
ورغم تحفظنا واختلافنا مع بعض مواقفه وطروحاته السياسية، إلا أن هذه الاختلافات لا تقلل من قيمة هذا الرجل ومكانته الإبداعية، التي ستظل مضيئة ومؤثرة.
ومن قبره الحيفاوي سيظل يأتينا صوت إميل حبيبي، داعيًا إيانا إلى الاكتشاف والانفتاح والحوار، والاحتكام إلى المخيلة، والتجرؤ على ارتياد الدروب الجديدة، رغم حجم المخاطرة والمغامرة.
كتب : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت