قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) "إننا نحرص على أبناء شعبنا أينما كانوا ونتمنى الشفاء العاجل لكافة المصابين بفيروس "كورونا".
وأضاف أبو مازن، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الليلة، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، "أننا لا نملك الإمكانيات، ولكن قمنا بالاحتياطات اللازمة، وسنستمر بها رغم صعوبة ذلك على حياتنا ما دام الفيروس يؤدي إلى إصابات"، مؤكدا أنه "من واجبنا أن نحمي شعبنا بهذه الطريقة، ونحن مستعدون لاتباع أي طرق تحمي شعبنا".
وتابع : "اليوم أصدرنا مرسوما بتجديد حالة الطوارئ، لأن الوضع ما يزال صعبا، وفي حال عدم وجود حالة طوارئ، ستحدث اجتماعات واحتكاكات، ما يؤدي لنقل الفيروس بين الناس، ومن ثم مصيبتنا ستكون كبيرة".
وجدد أبو مازن التأكيد على أنه إذا أعلنت إسرائيل أنها ستضم ولو سنتمترا واحدا، فسنعتبر أنفسنا في حل من كل الاتفاقات الموقعة بيننا وبينهم ومع الأميركان.
وحول ذكرى النكبة الذي يصادف الخامس عشر من أيار، قال أبو مازن إن "عدد اللاجئين الذي شردوا في عام 1948 (950 ألف لاجئ) "مبينا أن اللاجئ ليس من أخرج من وطنه فقط، بل اللاجئ هو من أخرج من بيته، وبالتالي من أخرج من يافا إلى رام الله هو لاجئ أو أخرج من عسقلان إلى غزة هو لاجئ.
وفيما يلي كلمة الرئيس:
نبدأ اجتماعنا بقراءة الفاتحة على أرواح إخواننا الذين فقدناهم خلال الفترة الماضية والشهداء الذين أصيبوا نتيجة فيروس "كورونا".
مع الأسف الشديد فقدنا العديد من إخوتنا وأخواتنا بسبب فيروس كورونا سواء ذلك داخل الوطن أو خارجه، حيث ينتشر الفلسطينيون في كل مكان في العالم.
هناك اكثر من 1200 فلسطيني مصاب حول العالم، وهذه المصيبة هي عالمية ندعو الله أن ننتهي منها بالقريب العاجل. فقدنا خارج فلسطين أكثر من 65 اخاً واختاً، من المقيمين في أمريكا وباقي دول العالم. إننا نحرص على الفلسطيني أينما كان ونتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين بالوطن في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وفي مختلف دول العالم.
عندما شعرنا بهذه الغمة التي أتت من خلال كورونا بدأنا نتخذ إجراءات ومواقف، وكنا لا نعلم ما هو هذا الوباء، وبدأنا إجراءاتنا بإعلان الطوارئ ومن ثم منع الاجتماعات، ومن ثم إقفال المدارس والجامعات وللأسف إقفال الجوامع والكنائس، ومنع صلاة الجماعة وصلاة الجمعة والتروايح لأنها كلها اجتماعات تؤدي إلى انتشار الفيروس، والله حريص على حياة الإنسان أكثر من أي شيء آخر.
هذه الإجراءات شارك فيها كل اطياف المجتمع الفلسطيني، الحاضرون هنا الاجهزة الامنية، الطواقم الطبية، مؤسسات القطاع الخاص، والاعلام، والتنظيم، وباقي التنظيمات، والمتطوعين دون أجر، كل هؤلاء لهم التقدير والاحترام، الأمر الذي يدل على حيوية هذا الشعب وإحساسه بالمسؤولية.
الكل قام بدوره وجهده، وأنا فخور بأننا ننتمي لهذا الشعب العظيم الذي أسهم بتخفيف المصاب والإصابات، وحماية الناس من المرض، ونحن لا نملك الإمكانيات، ولكن قمنا بالاحتياطات اللازمة، وقررنا ما دام هذا الفيروس يؤدي إلى الإصابات وسببه التجمعات واللقاءات الموسعة ووسائل النقل العام، ونحن نجحنا، وكانت الإصابات أخف بكثير مما لدى الآخرين، لذلك سنستمر بهذه الإجراءات رغم صعوبة ذلك على حياتنا، عندما يتعطل الاقتصاد وتقفل الجامعات والجوامع فهذا صعب جدا، ولا أحد يعرف إلى متى سيستمر ذلك.
نحن من واجبنا أن نحمي شعبنا بهذه الطريقة، ونحن مستعدون لاتباع أي طرق تحمي شعبنا، ونحن قمنا بالوقاية والابتعاد عن المرض.
في الماضي لم تكن لدينا إمكانيات للفحص أو اللباس الخاص، ولكن مصانعنا بدأت بالعمل على إنتاج المواد الطبية والمستلزمات مما يبعث فينا الفخر بهذه الجهود. ولا ننسى التكافل الاجتماعي المبهر الذي حصل في المدن والقرى الفلسطينية، قرية صغيرة تجمع ما لديها من مواد تموينية وترسلها لقرية أخرى، كل الناس تمارس التكافل من أجل الحيلولة دون حاجة الناس.
عندما بدأت الكارثة كانت في بيت لحم، وكنا نمد يد العون لهم، قامت المدن الأخرى كقلقيلية والخليل وغيرها بإرسال المساعدات.
نحن ما عملناه، أننا أرسلنا للأمين العام للأمم المتحدة، نرجوه أن يتصرف بخصوص جائحة كورونا، وطلب فعلا من الدول وللآن لم يتفقوا على أن يتجمعوا أو يجمّعوا كل جهودهم من أجل البحث عن الدواء، لأنه إذا لم نجد الدواء، فهذه مصيبة، إلى متى سيبقى؟ وهذا فيروس منتشر في كل مكان.
مع ذلك، نحن كشعب صغير وتحت الاحتلال، وليس لنا موارد، لكن استطعنا أن ندبّر أمرنا بتأمين ما يلزم أو الحد الأدنى مما يلزم من أجل الفحوصات والحماية والرعاية وغير ذلك، والحمد لله أمورنا إلى الآن تسير بشكل جيد.
اليوم أصدرنا مرسوما بتجديد حالة الطوارئ، لأن الوضع لا يزال صعبا، وفي حال عدم وجود حالة طوارئ، ستحدث اجتماعات واحتكاكات، ما يؤدي لنقل الفيروس بين الناس، ومن ثم مصيبتنا ستكون كبيرة". علما أننا إلى الآن لم نجد حلا للعمال الذين يأتون من إسرائيل، عمالنا الذين يعملون في إسرائيل، هؤلاء لا يوجد رعاية لهم هناك ولا يوجد فحوصات ولا يوجد حماية، يأتون حاملين هذا المرض. ويكفي واحد أن يدخل إلى بلد، فيصيب البلد كلها بهذا المرض.
هذه النقطة هي نقطة ضعفنا الوحيدة، يعني لو استطعنا أن نتغلب عليها، وإن شاء الله سنتغلب عليها في المستقبل، أعتقد أنه بإمكاننا أن نحمي هذا الجزء من العالم، الذي هو بلدنا. وهناك كما نعرف أكثر من مدينة وأكثر من محافظة خالية من الفيروس، ولكن المحافظات التي لها احتكاكات مع العمال وغيرهم، للأسف، يصلها الفيروس بين الفينة والأخرى.
نريد أن تكون إرادتنا قوية حتى أولا: يبعد هذا المرض عنّا، وإن شاء الله يجدون له دواءً، وفي هذه الحالة يكون هناك أمل كبير أن يقضى على هذا المرض، وإلا يجب أن نوطن النفس على أن المدة ستكون طويلة. ولكن، إذا كان في الإمكان تخفيف الاجراءات بما يضمن سلامة المواطنين فاننا قمنا وسنقوم بذلك. لا نريد أن نقسو على شعبنا ولكن نريد أن نحمي شعبنا بكل الوسائل من أجل أن لا ينتشر هذا المرض اللعين.
النقطة الثانية، ونحن في هذا الخضم، ونحن في هذه المأساة، أيضا كنا طيلة الفترة نتعامل مع صفقة العصر ومع ما اعلنته اسرائيل عن مخططات للضم بشكل رسمي من ضم لمنطقة الأغوار والبحر الميت والمستوطنات والحرم الإبراهيمي.
وهنا اقول امامكم انه في حال بدات الحكومة الاسرائيلية هذا الضم سواء في الحرم الإبراهيمي أو في المستوطنات أو في غور الأردن، نعتبر أنفسنا في حل من كل الاتفاقات الموقعة بيننا وبينهم ومع الإدارة الأميركية، لأنها هي التي جاءت بصفقة العصر، وهم الذين أوحوا للإسرائيليين بمسألة الضم، وهم الذين دفعوهم إلى هذه المسألة، ولا يقولوا لنا أن ليس لهم علاقة وأن إسرائيل هي التي تتخذ القرارات.
الصفقة صدرت عن أميركا، صفقة العصر، وتحدثوا فيها أكثر من مرة، كل المسؤولين بمن فيهم وزير الخارجية وغيره، أن هذه الصفقة ستطبق. نحن لن ننتظر التطبيق. مجرد أن أعلن عن هذا، فنحن سنكون في حل من كل الاتفاقات التي وقعت والتي التزمنا بها كلها دون استثناء. وهذا الأمر سيعود إليكم لتقرروا، أنتم أخواننا في المركزية وفي التنفيذية، تؤكدون على هذا، تقررون هذا الكلام، من أجل أن نعمل على تنفيذ هذا القرار.
أنا هذا رأيي، أطرحه عليكم، حتى أسمع رأيكم في هذا الموضوع. كيف يمكن أن نعمل؟ وما هي تداعيات هذا الأمر وغيره، كلها سنبحثها إن شاء الله في الجلسة هذه، وجلسة الغد مع التنفيذية.
نقطة أخيرة، نحن مقبلون على الخامس عشر من أيار وهو يوم النكبة، أو مرور 72 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني، هذه الذكرى سنتحدث فيها ونقوم بما نقوم به، ولكن أريد أن أشير إلى نقطة واحدة وهي عدد اللاجئين الذي أبعدوا عام 1948.
إن عدد اللاجئين الذين شردوا من بيوتهم وهنا أقول إن اللاجئ ليس من أخرج من وطنه، بل اللاجئ هو من أخرج من بيته، 950 ألف لاجئ وأنا أذكر عندما ذهبنا إلى كامب ديفيد لنبحث، كان عند الإسرائيليين مقولة إن عدد اللاجئين 250 ألف أغلبهم ماتوا وسنرى فيما بعد كيف إذا نعطي تعويضا إن أمكن.
لا، العدد الرسمي المسجل لدى الأمم المتحدة 950 ألف، أنا قرأت قبل كم يوم في إحدى وسائل الإعلام 800 ألف و850 ألف، لا فهم 950 ألف. واللاجئ تعريفه هو الانسان الذي يطرد من بيته إلى بيت آخر، وبالتالي من أخرج من يافا إلى رام الله هو لاجئ أو خرج من عسقلان إلى غزة هو لاجئ. لا يعني فقط من خرج من الوطن. من بقي في الوطن وبقي لاجئ. والدليل على ذلك أن كلهم موجودون ومحسوبون على أساس أنهم لاجئون. إذا اللاجئ هو من أخرج من بيته وليس من أخرج من وطنه.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله