ما إن بدأت تتراجع نسب الإصابة بالكورونا حتى عاد الإرهاب يضرب على الأرض وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، مرة يصيب مصر العزيزة، ومرة يحاول تشويه موقف السعودية الداعم لقضيتنا الوطنية، واللعب على مشاعر الناس، بالتمحك في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي يتاجر بها الجميع، في محاولة لتبهيت الدور المصري والسعودي المتقدمان كثيرا على كل هؤلاء.
لست هنا في موقع الدفاع الأعمى عن مصر أو السعودية، بل في موقف السؤال ماذا يريد هؤلاء؟ في البدء نقول مصر الكبيرة طولا وعرضا وتاريخا وبشرا وقواتا مسلحة وشعبا من أرقى شعوب الأرض علما وثقافة ودورا رياديا علم الجميع وإحتضن الجميع ولم يتقاعس يوما عن مساعدة الجميع، وجيشا مشهودا له بالوطنية والتضحية في الدفاع عن قضايا الأمة.
والسعودية لم تتقاعس يوما عن دعم القضية الفلسطينية ولم تكن في أي وقت إلا مع منظمة التحرير ومع السلطة الوطنية ومع الشعب الفلسطيني ولم تتأثر علاقات السعودية بفلسطين على خلفية آراء شخصية من هنا وهناك وكانت السعودية دوما لا تحيد عما يريده ويقرره الشعب الفلسطيني، وللسعودية شهداء نعتز بهم على هذه الأرض مثل باقي إخوانهم العرب منذ العام 1948 ولازالت السعودية الداعم المالي الأول لفلسطين والأونروا التي حاول المتآمرون تصفيتها وصولا لتصفية القضية الفلسطينية.
الهجوم الأرهابي على الجيش المصري وإستشهاد عشرة من جنوده البواسل هي ردة فعل مأزوم ومهزوم، لم يطق الأرهابيون إنتصارات الجيش المصري في سيناء، وقبل أقل من أسبوع في تقديم مسلسل "الإختيار" الذي يفضح حقيقة الأرهاب والداعمين له من دول ظهر دورها جليا في حلقات المسلسل، وهي من واقع تحقيقات جهات الأمن الذي يتحدث المسلسل فيه عن سيرة الضابط المصري البطل أحمد منسي مقابل سيرة الإرهابي هشام الذي حاكمته مصر، وأعدم في القاهرة.
لم تتحمل تلك الدول الداعمة للإرهاب فضحها وبيان دورها من خلال حلقات مسلسل "الإختيار" في تمويل وتدريب وتحديد الأهداف للنيل من مصر العروبة، فأرادوا الإنتقام بعملية سيناء الأخيرة لحفظ ماء وجههم أمام ملايين المشاهدين، بعد أن إنكشف دورهم بوضوحُ، وستنتصر مصر على الإرهاب وداعميه، ولن يفتوا من عضد الجيش المصري العظيم.
أما خناجر الظهر التي وجهت للسعودية فهي موجهة من عدة جهات معروفة للقاصي والداني، ولأسباب لها علاقة بخلافات سياسية، في تمحك واضح بالقضية الفلسطينية في محاولة لتخريب العلاقة السعودية الفلسطينية المبنية على أسس الحق الفلسطيني، وليس بها ما يعكر الصفو ، هذا أولا، وثانيا قلنا إن كانت الهجمة التي تديرها منذ البدء تلك الأطراف بناءا على مسلسلات تحدثنا عنها سابقا مثل أم هارون بأننا كفلسطينيين لا تهزمنا أم هارون ولا أية رواية أخرى بل يهزمنا "التطبيق" لبنود الصفقة وضياع الأرض التي نقف الآن كفلسطينيين أمام مفترق طرق أمام تنفيذ بنود صفقة ترامب وتأخر التصدي لها الذي هو أهم من الإنشغال بالتطبيع الذي يريدون لنا الإنشغال به أولئك الذين يديرون الإنقسام، والذي يراد منه تبادل اللكمات بين دول وجماعات لا تحظى بثقة السعودية، وبينهم خلافات عميقة، ليس بسبب تهمة التطبيع فمحاولات التطبيع على مدار زمن طويل لم تحدث أثرا على القضية الفلسطينية، مثلما سيحدثه " التطبيق" ومن أداروا الإنقسام الفلسطيني وهو الأخطر على القضية ومستقبلها، و لا يحق لهم جرنا إلى خلافات وهجوم على السعودية لمصالح معلومة لهم وليست من مصلحة الشعب الفلسطيني، وشعبنا يعرف إتجاه البوصلة، ولا يمكن التلاعب بمشاعره، رغم إدانة الكل الفلسطيني لعمليات التطبيع، ولكن ليست ضمن أجندات أخرى هي أسوأ من التطبيع بالآف المرات ، وليس للشعب الفلسطيني أجندات، إلا أجندته الوطنية، وهو يعرف أصدقاؤه جيدا.
الشعب الفلسطيني لا يتدخل في شؤون الدول العربية ويحترم دورها طالما تحترم شؤونه ولا تتدخل فبها كما البعض الذي رعى الإنقسام ويحاول تدمير الصف الفلسطيني، وشقه لكي يبقى ضعيفا في وجه مؤامرة ترامب لتصفية القضية، وشعبنا يعرف أدوار الجميع، ويعرف الغث من السمين.
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت