الارتدادات السلبية لمؤامرة افلاس الاونروا و مقاربة فلسطينية جديدة

بقلم: عماد عفانة

عماد عفانة

تستمر الضغوطات التي تمارسها امريكا واسرائيل على الدول المانحة لمنع الشريان المالي عن الاونروا المفضي الى افلاسها واضعافها حد تلاشي دورها وبالتالي دور نحو سبعة ملايين لاجئ يمثلون احد اهم أركان القضية الفلسطينية

فعلى الرغم من أهمية تصويت 167 دولة في الجمعية العامة لتمديد تفويض عمل "الأونروا" لثلاث سنوات جديدة (حزيران/يونيو 2023)، إلا أن ذلك على مايبدو لم ينجح في اقناع  الدول المانحة لجهة عدم الاستجابة لضغوط امريكا لوقف التمويل عنها.

عملية إضعاف الاونروا، لن تترك تداعياتها الانسانية الكارثية على نحو سبعة ملايين لاجئ فلسطيني حول العالم وخصوصا اولئك الرازحين تحت وطإة الفقر في المخيمات فحسب

 بل سيكون لاضعاف الاونروا ارتدادات سياسية وقانونية تتعلق

بمستقبل هؤلاء اللاجئين المهجرين من مدنهم وقراهم منذ نحو 72 عاما وما زال حلم العودة يداعب امنياتهم.

تصريحات المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، والتي أكد فيها ان "الأونروا" تواجه "أخطر أزمة مالية منذ نشأتها وان ما لديهم يكفي لرواتب الشهر المقبل وسنكون أمامهم مشكلة حقيقية حتى نهاية هذا العام، يمثل حلقة في سلسلة التحذيرات التي تطلقها الاونروا للمجتمع الدولي ونواقيس خطر للراغبين في استتباب الهدوء الخادع في هذه المنطقة الملتهبة

تحذيرات كاف أطلقها مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف اواخر فبراير الماضي من أن تعليق الخدمات الحيوية في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مع كل ما سيكون لها من تداعيات إنسانية خطيرة

بات من نافلة التأكيد على الابعاد السياسية للمؤامرة على الاونروا نتيجة الضغط الأمريكي والصهيوني على الدول المانحة ماليا لإضعاف الأونروا تمهيدا لشطب قضية اللاجئين وحق العودة..

فاذا كانت قضية اللاجئين قضية سياسية، وانشاء الاونروا كان بغطاء انساني وبعد سياسي لضمان الهدوء والاستقرار في المنطقة حتى تكمل اسرائيل صورتها التوراتية وتأخد فرصتها كاملة في الضم والتهويد

وها هي اسرائيل عندما شعرت انها اكملت سيطرتها على كامل الارض الفلسطينية باتت تسعى لشطب البعد السياسي لقضية اللاجئين تمهيدا لتوطينهم في اماكن اللجوء بعدما نجحت في خلق بيئة عربية ودولية مواتية مؤيدة وداعمة ومموله لهذه الجريمة

ما يستدعي مقاربة فلسطيية جديدة تعتمد تحريك ملايين اللاجئين لتهديد استقرار اسرائيل بشتى الطرق المتاحة مع الحرص على عدم التصادم  مع الدول المضيفة بل بالتنسيق معها وطلب دعمها ان امكن

قضية اللاجئين ليست قضية مساعدات انسانية سثتوقف او رواتب لموظفي الاونروا لن تدفع ، بل قضية ارض يجب ان تستعاد وشعب يجب ان يعود ووعد من الله يجب ان يتحقق.

كتب: عماد عفانة

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت