تستقبل غزة بين الفينة والأخرى دفعة جديدة من الفلسطينيين العالقين من دول الجوار في مصر. أو الأردن توزعهم على مراكز الحجر الصحي في استضافة تصل إلى(٢١) يوماً حسب برتوكول الحجر الصحي توفر لهم المأوى الصحي الكريم والضيافة الجيدة طوال أيام الحجر عدا عن الرعاية الصحية من الفحوصات اللازمة مجاناً ودون اي مقابل؛ تفعل غزة المحاصرة هذا وهي الأشد فقراً في الوقت الذي تقوم فيه دول مجاورة وبإمكانات ضخمة بإجبار مواطنيها على دفع كافة تكاليف حجرهم بل وترفض صعودهم على طائرات العودة قبل تسديد كامل الرسوم وهي كبيرة
غزة الفقيرة والمحاصرة أطلقت نداء استغاثة تطالب فيه من المجتمع العربي والدولي بمساعدتها ماليا ولوجستياً لمواجهة الاحتياجات المتزايدة لمواجهة الجائحة، ومنع انتشاره في بقعة هي الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم.
السلطة في رام الله بما أنها العنوان الرسمي أمام العالم للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة حصلت من الدول المانحة على ما يزيد على (٤٠) مليون دولار لمواجهة كورونا، لكنها تعاملت مع غزة بلا أخلاق ولم تقدم لغزة حصتها، التي تبلغ ٤٠٪ من إجمالي المنح والمساعدات.
ما دفع غزة لمطالبة الدول المانحة تقديم حصة غزة من المساعدات لها بشكل مباشر، لأن السلطة تصر على حصار غزة وحرمانها من نصيبها من المساعدات لأسباب أنانية لا أخلاقية في ظل وباء لا يعرف الحدود أو القيود ولا يميز بين البشر او الأحزاب والفصائل.
كنا نأمل أن تكون حكومة اشتية، حكومة الجميع وليس حكومة المقاطعة فقط؛ وأن يكون رئيس السلطة، رئيس الجميع وليس رئيس تنظيمه فقط.
حتى الأعداء يتعاملون في الجوائح بأخلاق مختلفة فما بالنا بأبناء شعب واحد يرزحون جميعاً تحت وباء الإحتلال منذ 72 عاماً.
وما يزيد الأمر ادهاشا أن السلطة التي تلقت الملايين من أموال الدول المانحة وأطنان من المساعدات الطبية رفضت حجر العمال والأخرين العائدين من الأردن بحجة عدم القدرة المادية؛ فيما غزة الفقيرة المحاصرة تنفق بكرم من لا يخشى الفقر على مراكز الحجر؛
وربما سيسجل التاريخ أن كورونا رفع القبعة لغزة الأشد فقراً والأكثر كرماً لتعاملها الإنساني والأخلاقي الكريم من أجل ألا يدخل كورونا غزة ولا يصاب به أهلها بقدراتهم وامكاناتهم المتواضعة.
غزة الله حاميها.
كتب: عماد عفانة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت