كما نرى تتعالى تصريحات متوالية لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين عن خطوة الضم القادمة للأغوار، فقرار الضم الذي ستنفذه حكومة الاحتلال يمكن أن يقوض حل الدولتين، الذي ما زال الفلسطينيون متمسكين به كحلّ يمكنه إحلال السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، رغم كل ما تجريه دولة الاحتلال على الأرض من توسع استيطاني ومصادرة أراض واعتداءات متواصلة بحق شعبنا الفلسطيني، وفي حال أقدمت دولة الاحتلال على ضم الأغوار ومن بعدها المستوطنات، إنما يطرح سؤال ماذا بعد هذا الضم؟ وما هو مستقبل السلطة في ظل تهديدها لإلغاء اتفاقيات أوسلو؟ فهل سنعلن عن دولة تحت الاحتلال، ام ان إسرائيل ستجتاح مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وتعيد احتلال الضفة بالكامل ما يعيد الفلسطينيين إلى المربع الأول من الصراع.
أسئلة كثيرة تطرح بلا تسريب لأي إجابة، لكن بما أن دولة الاحتلال على ما يبدو بأنها جادة في موضوع ضم الأغوار واجزاء من الضفة الغربية، لا سيما مناطق ج فأين ستقام الدولة الفلسطينية بحسب ما يزعم ديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى إسرائيل .
لا شك بأن ضم الأغوار إنما يضع عملية السلام على المحك ويعرضها للانهيار، لكن رفض الاتحاد الأوروبي لخطوة الضم يمكنه تأخير عملية الضم بسبب ما يعلنه الإتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات على اسرائيل في حال ضمت الأغوار، ولكن بما أن الإدارة الامريكية اعلنت عن خطة أسمتها بخطة سلام نراها تسرع بخطوات على الأرض، وكانت البداية حينما أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها اليها، والآن جاء دور ضم الأغوار، والسؤال ماذا بعد ضم الأغوار؟ هل سيقبل الفلسطينيون في دولة كانتونات مع بقاء المستوطنات، فكيف سيقبل الفلسطينيون بهكذا دولة، فلا أحد يدري إلى أين ستتجه العملية السلمية في ظل ما تلوح به دولة الاحتلال من عزمها على ضم أجزاء من الضفة الغربية بما فيها الأغوار، التي تعد سلة فلسطين الغذائية، ومن هنا فالفلسطينيون لا يعلمون ماذا ينتظرهم بعد الضم، رغم أن الفلسطينيين يلوحون بالتحرك دبلوماسيا في حالة ضمت دولة الاحتلال للأغوار، لوقف ضم دولة الاحتلال للأغوار، ولكن هل الضم عودة الوضع في الضفة الغربية إلى ما قبل أوسلو ؟ سؤال ستجيب عنه الأشهر القادمة في حال نفذ الفلسطينيون قرارات المجلسين المركزي والوطني، ولكن ماذا ستكون ردة فعل الاحتلال على الغاء اتفاقات أوسلو؟
فلا شك بأن الضم الاحتلالي للأغوار يعد نكبة أخرى تضاف لنكبات الفلسطينيين، وهذا الضم محاولة أخرى لتصفية القضية الفلسطينية، لكن لو افترضنا بأن الاحتلال ضم الأغوار، فهل ستعود الحالة الفلسطينية الى ما قبل أوسلو؟.
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت