"ما معنى الشعب أولا؟" هذا ما تساءل بشأنه الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل تقديم إجابته خلال حديثه مع المشرعين في الجلسة التشريعية الوطنية الجارية.
قال شي إن "الكثيرين يعملون معا لإنقاذ حياة مريض واحد. هذا، في جوهره، يجسد القيام بكل ما يلزم (لإنقاذ الأرواح )".
ويشارك شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية،في اجتماعات المجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني بصفته نائبا.
وخلال مداولاته مع زملائه النواب من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم يوم الجمعة، قال شي إن "الشعب هو كلمة السر".
وأشار شي إلى قصة ذكرها هذا الصباح نائب آخر هو لوه جيه، من مقاطعة هوبي الأشد تضررا من مرض (كوفيد-19) ، حيث أخبر الصحفيين في الجلسة كيف أمضى العاملون الطبيون في مستشفاه 47 يوما لإنقاذ حياة مريض بالغ 87 عاما.
وقال شي إن " نحو 10 من العاملين الطبيين اعتنوا بدقة بالمريض لعشرات الأيام، وفي النهاية أنقذوا حياته ".
وفي أزمة مرض (كوفيد-19)، أدرك العاملون الصحيون بجميع أنحاء العالم أن كبار السن من الصعب جدا التعامل معهم ويحتاجون إلى الموارد الطبية الأكثر تعقيدا. وتمنح الصين لكل المرضى معاملة متساوية بغض النظر عن أعمارهم أو ثرواتهم.
وفي هوبي وحدها، تعافى أكثر من 3600 مريض تتخطى أعمارهم 80 عاما. وفي حاضرة المقاطعة ووهان تعافى سبعة مرضى تتخطى أعمارهم 100 عام.
وقال شي خلال المناقشات إننا "حشدنا من جميع أنحاء الدولة أفضل الأطباء والأجهزة الأكثر تقدما والموارد التي تمس الحاجة إليها إلى مقاطعة هوبي وووهان، وبذلنا كافة الجهود الممكنة لإنقاذ أرواح المرضى"،مضيفا أن أكبر المرضى المتعافين يبلغ من العمر 108 عام.
وأوضح أننا "نعتزم جميعا حماية حياة المرضى مهما كلف الأمر . وايا كان عمر المرضى ومدى خطورة حالتهم، فإننا لانستسلم أبدا ".
وشارك شي المستشارين السياسيين والمشرعين يومي الخميس والجمعة في الوقوف في صمت إجلالا للذين فقدوا أرواحهم جراء الإصابة بمرض (كوفيد-19)، حيث افتتح الجهاز الاستشاري السياسي الأعلى والهيئة التشريعية الوطنية العليا في البلاد أعمالهما.
وأوضح تقرير عمل الحكومة هذا العام أن الاقتصاد الصيني سجل نموا سلبيا في الربع الأول من هذا العام، ولكن هذا كان "ثمنا يستحق دفعه" لاحتواء مرض (كوفيد-19).
وأوضح التقرير أن "الصين كدولة نامية يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، لم يكن بمقدورها احتواء مرض (كوفيد-19) في هذا الوقت القصير مع ضمان الاحتياجات الأساسية لشعبنا، إلا عن طريق التغلب على الصعوبات الضخمة ".
وإن مواجهة الفيروس هى انعكاس لفلسفة الحكم الصينية.
وقال شي إن الهدف الرئيسي للحزب في التوحد وقيادة الشعب في الثورة والتنمية والإصلاح هو "ضمان حياة أفضل لهم".
وقد بلغ متوسط العمر في الصين 77 عاما في عام 2018، وهى نسبة تتخطى ضعف مثيلتها في عام 1949 عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية.
ولا يعيش الصينيون حياة أطول فقط ولكنهم يعيشون أيضا حياة أفضل بثروة مادية أكبر وخيارات أوسع للسعي وراء أحلامهم كأفراد . وسيودع جميع الفقراء الريفيين الفقر هذا العام كجزء من هدف الدولة في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
وقال شي إن حوكمة الحزب طويلة المدى تستند على "الحفاظ دائما على رابطة وثيقة مع الشعب".
وقال شي إنه "يجب علينا أن نظل مخلصين لتطلعات الشعب وأن نعمل بالتنسيق معهم في السراء والضراء".