(كاتو) خاص من انتاج مخيم اليرموك

بقلم: علي بدوان

علي بدوان

كاتو خاص من انتاج اليرموك


 

امتاز مخيم اليرموك، باستدراج واعادة انتاج العديد من العادات والتقاليد في فلسطين بعد النكبة في ديار الشتات والدياسبورا، بما في ذلك بعض المأكولات من الطعام والحلويات، كان على رأسها (الملوخية) التي جائت الى فلسطين أصلاً من مصر إبان حملات ابراهيم باشا على بلاد الشام، واسمها المصري (الملوكية)، وقد ادخلها أبناء فلسطين الى سوريا عام النكبة ومعها العديد من المواد الزراعية التي كان يجري التفنن بطبخها في فلسطين، والتي يتم حصادها من سهول (مرج ابن عامر) وغيره من اراضي فلسطين المعطاءة.

وكانت بعض أنواع الحلويات في فلسطين، والتي تنتشر صناعتها في المنازل، وبأنواعها المختلفة في الأعياد، ومنها (الكاتو) المُصنّعة بطريقة مختلفة عن انواع (الكاتو) المعروفة. وهذا النوع المُصنّع انتشر في فلسطين، ابان الإنتداب البريطاني، محمولاً من قبل جنود الإنتداب، فانتشر في فلسطين، انطلاقاً من مدينة يافا، حيث افتتح أول معمل لهذا النوع من (الكاتو) في مدينة يافا، على يد رجلٍ دمشقي اسمه (نور الدين الصوص) والملقب بـ (أبو النور) والمُتخصص بصناعة الحلويات، وخرج من فلسطين أيام النكبة، واقام في مخيم اليرموك بالقرب من شارع الناصرة (المعروف بشارع راما)، واعاد تشغيل معمل ينتج النوع ذاته من (الكاتو) وسط مخيم اليرموك، بالقرب من مسجد عبد القادر الحسيني. واشتهر بنداءه الذي صار يُردده بائعة الكاتو بعبارة (كاتو تازا).

فلسطين، وستات، أو (سيدات)، ومنهم المُدن، والبلدات بشكلٍ رئيسي، كانت الأرقى، والأشطر، والأكثر مهنية، في اعداد الحياة الأسرية الهانئة، من حيث اعداد الطعام والحلويات، وتحضيرها، ومن حيث قيادة المنزل، وتربية الأولاد والأبناء. وابتداع الحلول اليومية لمشاكل الحياة التي لاتتوقف في عراك المعيشة، والسعي لتطويرها.

وحسب التوصيف، إن المرأة الفلسطينية (معدّلة)، تضرب الأخماس بالأسداس، وتصنع كل شيء من لاشيء، فكانت فلسطين قبل نكبتها، دُرة المنطقة، وكان مأمولاً لها أن تكون ايطاليا الشرق الأوسط. لذلك كان الحجم الكبير من التأمر عليها.    

بقلم علي بدوان

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت