- لارا أحمد
أثار مشروع الضمّ جدلاً واسعاً، وعبّرت الأطراف المتداخلة في هذا المشروع عن رأيها فيه، وكان التوجّه الغالب بين الدعوة للتريّث أو رفض المشروع من أساسه، وقد اختلف الرّافضون في طرق تعبيرهم للرفض، بين رفض محتشم وردّ دبلوماسي، وردّ يهدّد بالتصعيد العسكري.
في خضمّ كلّ هذا يعتقد الكثيرون أنّ الكيان الإسرائيلي ليس جادّاً في المساعي التي أعرب عنها مؤخراً نظراً لاعتبارات عدّة.
نتنياهو هو الرّاعي الأكبر لهذا المشروع الاستيطاني، وهو يتمتع بأغلبية مريحة في الكنيست الإسرائيلي. ورغم ذلك، لم يرتأي المضيّ في هذا المشروع إلا مؤخراً، وهو ما لا يمكن اعتباره صدفة لأنّه لا صدفة في عالم السّياسة، وقد طرح التوقيت تساؤلات حول مدى جدية الحكومة الجديدة، ويرى محلّلون كثيرون أنّ اقتراح الضم جاء بالأساس في إطار الانتخابات التي جرت مؤخراً في إسرائيل وإرضاءً لليمين الإسرائيلي المتطرّف، خصوصاً لوبي الاستيطان، وذلك مقابل دعم نتنياهو سياسيّاً.
من ناحية أخرى، يعتقد كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أنه رغم الاهتمام الإعلامي والسياسيّ الكبير بمشروع الضم، فإنّه لن يتغير شيء كبير على أرض الواقع في الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد العربي، هناك من يقول إنه لا يوجد فرق كبير بين استمرار الاحتلال وتطبيق المشروع الإسرائيلي المستحدث؛ فالاثنان وجهان للعملة ذاتها. قرار الضم بلا منازع هو موضوع الجدل الأهم في الفترة القادمة في فلسطين والمنطقة وهو ما قد يشكل خطاً فاصلاً في تاريخ القضية الفلسطينية، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار التشكيكات الكبيرة حول جدّية هذا المشروع من أساسه، فأيّ الكفتين ترجّح؟ الأيام وحدها كفيلة بحسم الأمر سواء لصالح المضيّ في المشروع أو دسّه في رفوف المشاريع المجمّدة أو الملغاة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت