دعا عدد من ممثلي المؤسسات الحقوقية والأهلية العاملة في قطاع الأسرى، وذوي الأسرى، إلى متابعة قضية الأسرى ووضعها على سلم الأولويات وتأمين احتياجات الأسرى وأسرهم.
كما أوصوا بوضع استراتيجية وطنية داعمة لنضالهم في سجون الاحتلال، بما في ذلك العمل على توحيد الصوت الإعلامي للمؤسسات ذات العلاقة. وتوثيق التجارب الاعتقالية لفضح جرائم الاحتلال ومعاناة الأسرى.
وكانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، ومؤسسة إنسان بلا حدود، قد نظمتا يوم الاثنين الموافق: 22/ يونيو- حزيران، في مدينة غزة ورشة عمل بعنوان: "سياسة تعذيب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية"، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب.
وأفتتح اللقاء د. علاء حمودة، مدير دائرة التدريب في الهيئة؛ مؤكداً على أن سياسة التعذيب الإسرائيلية تعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وشكل من أشكال التمييز العنصري، الذي يتطلب سرعة التحرك فوراً لإطلاق سراحهم، وتشكيل لجنة قانونية من أجل محاسبة حكومة الاحتلال.
وأكد صلاح عبد العاطي، رئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، على أهمية بناء استراتيجية وطنية داعمة لنضال الأسرى، مع وضع رؤية قانونية وإعلامية وسياسية للآليات الكفيلة بتوفير الحماية لهم، بالاستناد إلى قواعد وأحكام القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.
وطالب بالضغط الدائم والمتواصل على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، لجهة توفير الحماية القانونية للأسرى والمعتقلين، بما في ذلك جعله مطلبًا فلسطينيًا ثابتًا، وإلى جانب توظيف وتفعيل كافة الآليات الحقوقية الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن، والجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وتقديم ملفات انتهاكات الأسرى مباشرة إلى محكمة الجنايات الدولية، لتسريع إجراءات المحاسبة؛ لما في ذلك من تأثير سلبي على المحتل، وعلى قيادته، تجاه إمكانية المساءلة والعقاب.
وتحدث الأسير المحرر أيمن الشراونة صاحب أطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية، عن أساليب التعذيب والأثار التي يخلفها على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والتي تمثلت بالشبح، وتغطية الوجه والرأس، والحرمان من النوم، والحبس في غرفة ضيقة، والحرمان من الطعام، والضرب المبرح، والتهديد بإحداث إصابات وإعاقات، والاعتداء على ذوي الأسرى أمامه، واعتقال الأقارب للضغط على الأسير، وحرمانه من قضاء حاجته.
مؤكداً على أن الاحتلال يركز في تعذيب الأسرى داخل السجون على الجانبين النفسي والجسدي، سيما وأن التعذيب النفسي، هو الأخطر، حيث تبقى أثار التعذيب بنوعيه حاضرة مع الأسير حتى بعد خروجه من الأسر.
من جهته قال جواد عويضة ممثل أهالي الأسرى، "إن المعاناة التي يعيشها الأسرى داخل الأسر، والجرائم التي ترتكب بحقهم داخل السجن تبرأ منها كل المواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية".
وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، مثمناً الجهود المبذولة لتوفير الدعم لإنشاء صندوق الدعم القانوني، والتي ستأخذ على عاتقها الوقوف والتصدي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وفضح ممارساته ضد الشعب الفلسطيني.
وفي ختام اللقاء فتح باب النقاش للحضور، واستعرضت العديد من الآراء والمداخلات بذات السياق وتم الخروج بمجموعة من التوصيات، والتي من شأنها دعم نضال الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.