قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، مدير عام الرعاية الأولية والصحية الدكتور كمال الشخرة، إن الطواقم الطبية في فلسطين لم تفقد السيطرة على تفشي فيروس "كورونا" حتى اللحظة، رغم أعداد الإصابات الكبيرة التي تسجل يوميا خاصة في محافظة الخليل.
وأضاف الشخرة خلال حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفـا"، إن الطواقم الطبية تعمل على مدار الساعة، ولديها دراية بطريقة التعامل مع المرضى، مستفيدين من تجربة الموجة الأولى التي خرجت بها فلسطين منتصرة وبشهادة الجميع.
وتابع الشخرة: "إن العمل اليومي للطواقم الطبية سبب لها إرهاقا كبيرا، حيث تم تزويدنا بطواقم طبية في الموجة الأولى بعد طلب تقدمنا به لرئيس الوزراء محمد اشتية، ونتوقع طلب المزيد للمساندة في الخروج من الموجة الحالية التي نمر بها".
وأشار إلى أن الطواقم الطبية اكتسبت مزيدا من الخبرة بعد تلقيها دورات تدريبية عدة، فيما تم افتتاح مختبرات إضافية، كما أن فلسطين الدولة الوحيدة ربما في الشرق الأوسط التي توجد فيها مراكز صحية خاصة بعلاج مرضى فيروس "كورونا"، والمجهزة بأسرة وطواقم طبية ومختبرات وغرف للعناية المكثفة.
ولفت الشخرة إلى أن هناك بعض الطواقم الطبية سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة لم تلتزم بالإجراءات الصحية والوقائية، ما تسبب بتسجيل إصابتين بينهم، كونهم على تواصل مباشر مع المرضى دون التقيد بالإجراءات الصحية المتبعة، فيما البعض قد يصاب بسبب التعامل المباشر مع المرضى في مراكز الحجر والعلاج.
وأردف: "كان الوضع الوبائي في الموجة الأولى مسيطرا عليه، بسبب الإغلاقات وتحديد الحركة بين المحافظات كذلك بين أراضي العام 48، إضافة إلى تحديد حركة العمال، والاشتراط بمبيتهم أسبوعين ومن ثم العودة، كل ذلك ساهم في عدم تفشي الوباء".
واستطرد: "بعد الانفتاح الذي حدث، لم يلتزم العديد من المواطنين بالإجراءات والقيود الصحية التي أعلن عنها، وكذلك الزيارات التي جرت بين فلسطينيي 48 وأقربائهم في الضفة، أدت إلى ظهور حالات في مناطق عدة لكن هذا لا يعني أننا نريد أن نمنع مثل تلك الزيارات".
وأرجع سبب ازدياد عدد الإصابات في الفترة الأخيرة إلى أن الكثير من المصابين بالفيروس اكتشفوا الإصابة بعد خمسة أيام على الأقل من لحظة إصابتهم، الأمر الذي يعني مخالطتهم لعدد كبير من المواطنين، ما أدى إلى انتقال العدوى لعائلات كاملة.
ودعا الشخرة المواطنين العائدين من الخارج إلى الالتزام بالحجر البيتي، وعدم مخالطة ذويهم حتى انقضاء فترة الحجر الصحي البلغة 14 يوما، مشيرا إلى أن أي شخص قادم من الخارج يعتبر مصابا حتى انتهاء الفترة المذكورة.
وتابع: "كنا نريد أن يتم حجر جميع القادمين من الخارج في مراكز معينة لمدة خمسة أيام، ولكن بسبب زيادة عدد العائدين وعدم وجود مراكز كافية، تقرر حجر كل شخص في منزله على أن يتم أخذ عينة منه بعد 5 أيام من عودته".
وأكد أن لجنة الطوارئ بتعليمات من وزيرة الصحة مي الكيلة قررت حجر المصابين الذين لا يعانون من أي أعرض في منازلهم خاصة الشباب.
وفيما يتعلق بحفل الزفاف الذي أقيم في قرية مردا شمال سلفيت، وأعلن فيه عن إصابة العريس بالفيروس، أوضح الشخرة أنه سيتم أخذ العينات ابتداء من مساء غد الأربعاء حتى الخميس المقبل، من كافة من حضروا الحفل، وهو الاجراء الصحي المتبع لدى الوزارة، بأن يتم أخذ العينات من مخالطي المصاب بعد مرور 5 أيام من إعلان إصابته.
وأردف: لم تختلف موجة الفيروس هذه عن الأولى، مضيفا ان الاختلاف الوحيد هو أن أغلب المرضى الجدد لم يراجعوا المراكز الصحية حتى ظهرت عليهم أعراض صحية، ما سبب الكثير من المشاكل.
وقال الشخرة: "وصول الفيروس إلى كبار السن سبب لنا إرباكا، حيث أدخلت خلال اليومين الماضيين حالتان إلى العناية المكثفة وهو مؤشر خطير، لأنهم يحتاجون إلى متابعة ومراقبة كاملة ويسبب ذلك إرهاقا كبيرا للكادر الطبي، ولكن غالبية المرضى الحاليين لا يحتاجون إلا إلى علاجات بسيطة تتمثل بالأقراص المسكنة".
وكشف أنه خلال الساعات الماضية، اضطرت الطواقم الطبية إلى إدخال ممرضة أصيبت بالفيروس لا تعاني من أمراض مزمنة إلى وحدة العناية المكثفة.
وحذر من أن عدم التزام المواطنين خلال الفترة المقبلة، يعني أن فلسطين مقبلة على مرحلة صعبة جدا، وهو ما لا نتمنى حدوثه.
وقال الشخرة: "اكتشاف الفيروس في الجسم خلال الأيام الثلاثة الأولى كحد أقصى يقلص عدد المخالطين، كذلك ربما لا يعاني المصاب من أعراض شديدة".
وأكد أن وزارة الصحة مستعدة لوجستيا في حالة ازدياد الوضع سوءا، فهناك مراكز طبية مجهزة، ولا يوجد في معظمها عدد كبير من المرضى سوى في محافظة الخليل، مضيفا انه في الوقت ذاته سنكون بحاجة إلى مزيد من الطواقم الطبية إذا تفاقم الوضع من أجل المساعدة في المتابعة ورصد الخريطة الوبائية، كما أنه يتوفر 400 جهاز تنفس بالمستشفيات الحكومية والخاصة، منها 150 جهازا لم يتم استخدامهم، وهناك إيعاز من وزيرة الصحة بشراء أجهزة جديدة من أجل رفد المستشفيات بها.
وتابع: "المراكز التي تعمل لدينا لمواجهة الفيروس هي مستشفى دورا الحكومي الذي يتألف من 120 سريرا ومختبرا ووحدة للعناية المكثفة، ومركز كوفيد حلحول، ومستشفى هوجو شافيز ببلدة ترمسعيا شمال رام الله، كذلك المستشفى العسكري في نابلس، والهلال الأحمر في طولكرم.
وأكد: "نحن نوصي بأن يتم إغلاق بعض المناطق إذا رأينا ضرورة لذلك، حي كامل أو قرية، وهذا ما لا نتمنى حدوثه".
وسجل في فلسطين حتى اليوم 1375 إصابة، فيما تبلغ عدد الحالات النشطة 754، بينما سجلت 616 حالة تعاف، و5 وفيات منذ بدء تفشي فيروس كورونا في فلسطين.