جائحة الشرق الأوسط (( اقتصاد وسياسة ...))

بقلم: بكر نعالوة

بكر نعالوة
  • بقلم : بكر نعالوة *

في ظل تعنت الأنظمة العربية وتمسكها بالطريقة التقليدية التي ترفض التفكير خارج الصندوق وعدم مبادرتها للتحول الاقتصادي السياسي إلى (التكنوقراط الإداري المستدام ) كمنظومة حوكمة طارئة وتحفيز كفاءة الاعتماد على الذات وتقدير الموارد وتعزيز الاتحادات الاقتصادية سنتحول وبدوافع ذاتية نحو الحصار الاقتصادي الذاتي الذي سينقلنا نحو مرحلة جديدة من مراحل مشروع الربيع العربي معززة بضغوطات اقتصادية واجتماعية تفرضها علينا جائحة كورونا .

في عالم اليوم وفي شرق أوسط إستهلاكي يعاني الآن من محدودية العولمة الاقتصادية ومحدودية الاحتياطي من النقد الأجنبي في بعض الدول ودول الاحتياطي الجيد التي تتحمل مسؤوليات سياسية وعسكرية وتعيش في كنف تضارب الأسواق المالية وسوق النفط وظروف الجائحة ، وفي ظل محدودية الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية وشلل في قطاعات اقتصادية تستنفذ الدول وأنظمتها طاقتها الاقتصادية والتشغيلية تزامنا مع واقع سياسي أوسطي متضارب يعيش أعمق أزمة تضارب وشلل سياسي سيقود الشعوب نحو ثورات ذاتية لن تكون مفهومة على المدى القريب حتى نرى تدخلات خارجية تشكل أزمة ولاءات ومصالح ستعزز فرصة انهيار دول وأنظمة وتشكيل خرائط جغرافية وسياسية غير متوقعة ربما .. فما فرضته طبيعة الصدمة المختلطة التي رجحتها حقبة كورونا بقوة في الواقع السياسي والاقتصادي الذي يعاني من انتكاسات مسبقة متراكمة عملت على إلغاء طريقة التفكير الطبيعية للشعوب من عقولها وعواطفها ، وجعلت تفكير الشعوب من جيوبها وحاجتها ليس لأن شعوبنا مادية ولكنها كما قلت تعيش في صدمة وانعدام للثقة .

الشعوب تحتقن نحو الانفجار في وجه أي شيء وكل شيء بحثا عن أمل مفقود أو الفرار نحو أي طوق نجاة يعيد سقف طموح الشعوب للحياة البائسة التي عاشتها ما قبل كورونا بتبعيتها التي أسقطت الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإصلاحات الطموحة في الأنظمة الحاكمة ، ولعل تلك الأزمة ستعزز من النداءات العربية للقوى الاستعمارية والتي استطاعت أن تحول مفهوم الاستعمار السيئ إلى مفهوم إنقاذ وشراكة ، عدا عن أن الشعوب ستكون أقل وحدة وأكثر انحيازا لذات وسترجح مصلحتها الخاصة على أي شيء وربما ذلك أيضا سينطبق على الفرد ، ولا أعني أبدا بأن الاستعمار بطريقته الجديدة سيمنحنا ما لم نحصل عليه سابقا ، بل سينهي حتى التفكير في ذلك.

لست بصدد الحديث عن أزمات الدول العربية وما يواجهها من تحديات ومؤامرات ولكن بالمجمل العام جميع الدول ستخضع للأزمة التي لم تكشف عن أنيابها وحدتها بعد والجميع سيعيش أزمة الأمن الغذائي وتفشي البطالة وهشاشة الأنظمة الإدارية والصحية أمام الوباء وضعف المناعة الفكرية للتغلب على عموم الأزمات في ظل ازدواجية عربية وأنظمة تعتقد بأزليتها في الحكم وبذات الأسلوب ، وفي ظل قوى عالمية منظمة طامحة تتربص بالمنطقة.

 علينا أن نبدأ اليوم وليس غدا بتعميم مفهوم الوقاية الصحية وبحث مفهوم الاتحادات الاقتصادية وتعزيز مفهوم الاستثمار في الإنسان والتنمية المستدامة موزعين للبيئة الإنتاجية حسب الدول وقدراتها ومواردها للبحث عن سياسات استثمارية عامة ، تعزز بناء وتشغيل قطاعات اقتصادية جديدة ، وتساعدنا في التغلب على أزمة الاحتياطي من النقد الأجنبي من أجل تحقيق مفهوم إمبراطوريات الاكتفاء الذاتي بمفهوم أقل حدة وأكثر ديمقراطية من أجل تحقيق الوقاية من قوى الاستعمار الطامحة نحو إمبراطوريات وتنظيم وتعزيز مفهوم المواطنة الذي يعيش فصلا من خيبة وخباثة الشعور نحو الوطن بفضل الأنظمة الحاكمة.

 

    كاتب من طولكرم – فلسطين

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت