أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" أن إعلان الامارات أن "شركتين من القطاع الخاص الإماراتي ستتعاونان مع شركتين إسرائيليتين في مشاريع طبية، منها ما يتعلق بمكافحة الفيروس المستجد" أمر مدان ومرفوض ويشكل مخالفة صريحة وخروجا عن الاجماع العربي الذي تنص عليه مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية والتي ربطت جميعا التطبيع مع "إسرائيل" بإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 وانسحابها الكامل منها.
كما أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في بيان صحفي، يوم الجمعة، أن :الحجة التي أوردتها وكالة الأنباء الاماراتية لتسويغ هذا القرار المدان مرفوضة جملة وتفصيلا وما هي إلا محاولة مكشوفة لخلط الأوراق وتضليل الرأي العام الاماراتي خصوصا والعربي عموما وتبرير الاندفاع الرسمي الاماراتي في مسار التطبيع المجاني الذي بدأته الإمارات وإن بشكل موارب، منذ زمن، وها هو اليوم يخرج إلى العلن بذريعة أن "هذه الشراكة العلمية والطبية تأتي لتتجاوز التحديات السياسية التاريخية في المنطقة ضمن أولوية إنسانية وتعاون بناء يهدف إلى التصدي لجائحة كوفيد-19 والتعاون لأجل صحة مواطني المنطقة"!!حسب البيان
وتساءل "فدا" كيف يمكن تجاوز تلك التحديات ودماء آلاف الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين ارتقوا برصاص العدوان الاسرائيلي لم تجف بعد وآخرهم دماء الشهيد الشاب أحمد مصطفى موسى عريقات (28 عاما) الذي ارتقى قبل يومين برصاص الاحتلال الاسرائيلي بينما كان في طريقه لحضور زفاف أخته، ثم كيف يمكن لهذه التحديات أن تنتهي ودولة الكيان الغاصب ماضية في خططها لتأبيد احتلالها للأراضي الفلسطينية عبر ضم ما بقي منها والإجهاز على ما يسمى "حل الدولتين" المقبول دوليا، والأهم: أين هي الانسانية التي ترجوها الامارات من احتلال يغتصب أرض وحرية ومقدرات ومستقبل أكثر من 13 مليون فلسطيني يعيشون في ظل نظام ارهابي عنصري إسرائيلي داخل فلسطين التاريخية أو خارج بلدهم يقاسون معاناة الشتات والتهجير القسري نتيجة الظلم التاريخي الذي وقع عليهم في نكبة عام 1948؟؟؟
وشدد "فدا" أن على الامارات وقف هذا القرار وكل إجراء آخر يندرج في إطار التطبيع المجاني مع "إسرائيل" والالتزام بالمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية وجامعة الدول العربية المشار بهذا الخصوص، كما عليها، وبدلا من أن "تتعاون" مع شركات إسرائيلية وتقدم لها "العون"، تقديم الدعم المادي اللازم لشعبنا الفلسطيني وقيادته من أجل مواجهة الظروف المالية والاقتصادية والصحية الصعبة التي لا تخفى على أحد وتعرفها الامارات وغيرها، والأهم التحرك إقليميا ودوليا نصرة لنضال شعبنا العادل من أجل نيل حقوقه وعلى رأسها حقه في تجسيد دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وفقا للقرار 194. وفق البيان
وأعرب "فدا" عن ثقته بالحس الوطني والقومي للشعب الاماراتي الشقيق ولعموم الأشقاء في دول الخليج العربي والأمة العربية جمعاء، وبأن "فلسطين كانت ولا تزال القضية المركزية التي تحتل وعيهم ووجدانهم، وبأنهم سيكونون سدا منيعا وسيقفون بقوة ضد مشاريع التطبيع المشبوهة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي بوصفه عدوا للأمة العربية جمعاء"، وطالب الاماراتيين عموما والنخب السياسية والنقابيين والمثقفين في الامارات بممارسة الضغوط اللازمة على دولتهم من أجل وقف هذا القرار المدان والذي لا يضر بفلسطين وحدها بل وبالإمارات وعموم الدول العربية ومصالحها ومصالح ومستقبل وتطلعات شعوبها الشقيقة.