- فتح وهبه
يأس أم ملل أم إستسلام أم هو الهدوء الذي يستبق العاصفة ؟!
قد يسأل البعض ما الذي أصاب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان اليوم ، حتى توقفت جميع مظاهر الإحتجاج والإستنكار تجاه وكالة الاونروا بعدما وجدوا فيها متنفس لهم يُعبِّرون من خلالها عن غضبهم وسخطهم وإسيائهم تجاه هذه الوكالة المتقاعسة المتخبطة المتلكعة والمستهترة بأرواحهم؟ وقد يسأل أيضاً البعض عن سبب غياب وإختفاء وتقاعس المرجعية الفلسطينيه عن تأدية واجبها الوطني والإنساني تجاه أبناء شعبنا في هذه الظروف المصيرية والكارثية .
الكثيرين من أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان باتوا على قناعة كاملة بأن هذا الصمت الذي تلتزم به المرجعية الفلسطينيه هو من أعطى الضوء الأخضر لوكالة الأونروا لكي تتمادى في "تطنيشها" تجاه أبناء شعبنا وتتَّبِع معهم سياسة المراوغة
والمماطلة وهو من دب حالة الذعر واليأس بينهم وهو من سيدفع بشعبنا نحو الهلاك ويُنهي صموده وأنه لو كان لدى المرجعية الفلسطينية أدنى حد المسؤولية لما أدارت ظهرها لشعبنا الجريح الذي يئن مند ما يقارب ألعام تحت وطأة الجوع والحاجة في مشهد لا يعفيها من الأنانية.
اليوم اللاجئين الفلسطينيين يتعرضون لتحدي آخر قد يكون هو الأكبر والأخطر ، اليوم هم يُحاربون بلقمة عيشهم وقد يكون هناك مُخطط لتجويعهم وإبادتهم وإرتكاب بحقهم مجزرة لا تقل وحشية عن الهولوكوست النازي من أجل التخلص من قضيتهم .
اليوم اللاجئين الفلسطينيين يخوضون معركة وجود وحرب إقتصادية أشد فتكاً من الحرب العسكرية تديرها أطراف صهيونية وأمريكية من أجل كسر إرادتهم وإجبارهم على الإستسلام والخنوع .
اليوم المرجعية الفلسطينية مُتَّهمة بالمشاركة بتجويع وتلويع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بقصد أو دون قصد ومُتَّهمة هي أيضاً بالتواطؤ وبالتستر على تقصير وكالة الاونروا تجاه اللاجئين الفلسطينيين لأنها لم تعيرهم أي إهتمام ولأنها اليوم تنأى بنفسها عن مساعدتهم مادياً ومعنوياً ولا تقدم لهم الحلول ولا تقف إلى جانب حراكاتهم الشعبية السلمية المحقة التي يطالبون من خلالها وكالة الاونروا بتحمل كافة مسؤولياتها تجاههم وإطلاق خطة طوارئ لهم بعدما باتوا غير قادرين تأمين قوت عيشهم اليومي بسبب البطالة والغلاء الفاحش في الأسعار.
لقد شاهد جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على مدار ما يقارب السنة الوجه القبيح لهذه الوكالة التي لم تُعير الفلسطينيين في لبنان أي إهتمام ملحوظ ولم تقم بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاههم ضاربة بعرض الحائط جميع النداءات والمناشدات وجميع التحذيرات التي اطلقوها وكأنهم لا يعنون لها شيء لا من قريب ولا من بعيد في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يعيشها لبنان وفي ظل جائحة كورونا وشاهدوا أيضاً الوجه القبيح الآخر للمرجعية الفلسطينيه التي لم تنظر بعين الرأفة والرحمة تجاه اللاجئين الفلسطينيين ولم تُقدم لهم أي مساعدة مالية غير مبالية بهم إن عاشوا أو ماتوا بينما هي تدعم وتُسلم رواتب عناصرها بالدولار ألامريكي.
اليوم الرئيس أبو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينيه وباقي الفصائل والقوى الفلسطينية باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يقفوا وقفة مُشرِّفة إلى جانب جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ويقدموا لهم الدعم المادي والمعنوي ويشكلوا خلية أزمة من أجل متابعة أوضاعهم ومشاكلهم المعيشية والصحية والإجتماعية على أرض الواقع ويقفوا إلى جانب حراكاتهم السلمية المطلبية تجاه وكالة الاونروا أو يكفوا عن التحدث بإسمهم ويكفوا عن عرقلة مساعيهم للهجرة من هذا البلد من خلال وضع العصي في الدواليب والطلب من الدول الغربية والأوروبية إغلاق الحدود في وجههم لأن في ذلك مشاركة صريحة في قتلهم ولأن اوروبا وجنسياتها ليست حِكراً لهم ولأبنائهم ولأنهم سيجدون أنفسهم في مواجهة غضب الشارع الفلسطيني .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت