أكد السفير الصيني لدى الأردن بان وي فانغ أن مستقبل ومصير الصين والدول العربية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، منوها بأن الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد بتقنية التواصل المرئي، هو الوقت المناسب لتعزيز الوحدة الصينية العربية ضد كوفيد-19 والتعاون في خلق إنجازات جديدة في التنمية.
وقال بان، في بيان، إنه منذ عقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، ازدهرت الزيارات رفيعة المستوى بين الصين والدول العربية، وتزايدت الثقة السياسية المتبادلة، وتوسعت مجالات التعاون العملي بين الجانبين وأحرزت تقدما جديدا في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والفضاء.
وأضاف إن الحضارتين الصينية والعربية تتعلم من بعضهما البعض من خلال تنوع الأنشطة وتبادل العلوم الإنسانية.
وينعقد الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم الاثنين بتقنية التواصل المرئي، وسيكون الأردن الدولة المستضيفة من الجانب العربي.
وأكد بان أنه في الوقت الحاضر فإن التحدي الضخم الذي أحدثه الالتهاب الرئوي التاجي الجديد (كوفيد-19) هو تحذير لنا أنه لا يمكن لأي بلد أن يكون بمعزل عن الآخرين، وأن مستقبل ومصير الصين والوطن العربي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، مشيرا إلى أن الإجتماع الوزاري الحالي هو الوقت المناسب لتعزيز الوحدة الصينية العربية ضد كوفيد-19 والتعاون في خلق إنجازات جديدة في التنمية.
وقال إنه لن ننسى أن قادة الدول العربية ورؤساء المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي قد أعربوا عن تعازيهم للصين في أكثر الأوقات حرجًا في حرب الصين ضد كوفيد-19، كما أصدر مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية قرارًا لتقدير ودعم حرب الصين ضد كوفيد-19.
وتبرعت العديد من الدول العربية للصين بمضادات الأوبئة والمواد الطبية، كما واستخدمت شركات الطيران في بعض الدول العربية شبكات الشحن الخاصة بها لنقل المواد الطبية الطارئة والمعدات العلاجية للصين مجانًا، وقد عبّر الناس عن تضامنهم مع الصين بأشكال مختلفة، مما قدم دعمًا هائلا في محاربة الصين لكوفيد-19.
وأشار بان إلى أن تجربة الجانب الأردني في مكافحة كوفيد-19 تستحق التعلم أيضًا، باعتبارها الدولة التي تتمتع بأفضل سيطرة على كوفيد-19 من بين الدول العربية.
وحين تضررت الدول العربية من كوفيد-19، لم يتوانى الشعب الصيني أبدا في مد يد المساعدة وإرسال الفرق الطبية من المختصين لكل من العراق والسعودية والكويت وجيبوتي والجزائر والسودان وفلسطين وبلدان أخرى، كما وقدمت الامدادات الطبية إلى كل من مصر والأردن وتونس وقطر وغيرها من 20 دولة عربية، كما وساعدت العراق والسعودية وفلسطين في بناء 3 مختبرات جديدة لفحوصات فيروس كورونا.
وتابع السفير بان وي فانغ في 31 مايو، ونيابة عن الحكومة الصينية، شاركت مع وزير التخطيط الأردني وسام الربضي في حفل تسليم المساعدات الصينية للأردن لمكافحة كوفيد-19، مشيرا إلى أنه وقبل ذلك قامت بعض الادارات المحلية والشركات الصينية ذات الصلة بتقديم مساعدات كبيرة من المواد المضادة للوباء ومساعدات مالية للأردن على دفعات، والذي يدل على عمق مشاعر الصداقة لدى الشعب الصيني تجاه الشعب الأردني.
وأكد أن الصين كانت دوما مؤيدة قوية للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، منذ وقت ليس ببعيد، وبناء على طلب الحكومة الفلسطينية ومراعاة للاحتياجات الفعلية للجانب الفلسطيني في مكافحة كوفيد-19 ، أرسلت الحكومة الصينية مجموعة خبراء طبيين لمكافحة كوفيد-19 إلى فلسطين لتوجيه وتدريب العاملين الطبيين الفلسطينيين بالإضافة إلى ذلك، قدمت الصين منحة سنوية قدرها مليون دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت مساعدات مادية لمكافحة الأوبئة إلى المؤسسات الطبية التابعة للوكالة، كما وقدمت المساعدة للاجئين الفلسطينيين في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا من خلال الوكالة، بحيث تفيد مواد المساعدة الشعب الفلسطيني أكثر.
وقال إن ممارسة التعاون في مكافحة كوفيد-19 بين الصين والدول العربية اثبتت مرة أخرى أنهما يثقان في بعضهما البعض ويتشاركان الصعوبات، كما وأثبتت أيضا بأن المشاعر الحقيقة لا تقدر بثمن، وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، فقد أثبت التاريخ والتجربة أنه وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، بغض النظر عن الصعوبات والعقبات التي نواجهها، فإن الصين والدول العربية كانتا دائمًا شريكين جيدين للمنفعة المتبادلة وإخوة يتقاسمان الحلوة والمرة معا.
وأضاف السفير بان وي فانغ أن التجربة الناجحة للتعاون الصيني العربي في مكافحة الأوبئة أكدت مرة أخرى شراكة الجانبين وسيرهما في نفس القارب في شتى الظروف، وأرست أيضا أساسا متينا للجانبين للتعاون في المزيد من المجالات في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
وأشار إلى أن الصين حافظت على موقف عادل وموضوعي من شؤون الشرق الأوسط لفترة طويلة، وتعاملت مع دول الشرق الأوسط بصراحة، مؤكدا اصرار الصين على أن تكون مدافعة عن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ومدافعة عن العدالة، وداعية للتنمية المشتركة، وصديقة جيدة تتعلم من الآخر.
وأعرب بان عن اعتقاده أنه من خلال هذا التعاون لمكافحة كوفيد-19، ستكون العلاقات الودية بين الصين والعرب أعمق وأقوى، وستكون الآفاق أوسع، في ظل الوضع الجديد، تحتاج الصين والدول العربية إلى التكاتف أكثر من أي وقت مضى، والاستفادة من منصة منتدى التعاون الصيني العربي، والاستفادة من التحديات الحالية والمستقبلية التي قد تنشأ.
وقال إن الصين تتطلع إلى العمل مع الأردن لتعزيز هذا الاجتماع لتحقيق نتائج إيجابية ومثمرة، وهي على استعداد للعمل معه، لتصبح معلماً جديداً على طريق تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وبناء مجتمع ذي المستقبل المشترك.