تداعيات أزمة كورونا تطال قطاع التأمين على الحياة في مصر

طالت تداعيات أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، قطاع التأمين على الحياة في مصر، في ظل تراجع الإقبال على شراء وثائق التأمين، على الرغم من تغطيتها للأمراض، ومن بينها فيروس كورونا.

وبلغ إجمالي ضحايا هذا الفيروس منذ ظهوره في مصر حتى الإثنين الماضي 76 ألفا و222 مصابا، و3422 حالة وفاة، حسب وزارة الصحة والسكان.

وقال علاء الزهيري رئيس الاتحاد المصري للتأمين، إن فيروس كورونا ظهر فى مصر في منتصف فبراير الماضي، ما يعني أن شركات التأمين عملت طوال الربع الثاني من العام الحالي في ظل وجود الفيروس.

وأوضح الزهيري، وهو أيضا العضو المنتدب لشركة المجموعة العربية المصرية للتأمين، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن وثائق التأمين لدى بعض الشركات في السوق المصرية أصبحت تغطي الأوبئة، ومن بينها فيروس كورونا.

ومع ذلك، توقع رئيس الاتحاد المصري للتأمين انخفاض وثائق التأمين التي تعاقد عليها المواطنون منذ ظهور فيروس كورونا بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

كما توقع أن يتأثر سلبا معدل سداد أقساط وثائق التأمين التي جرى التعاقد عليها قبل ظهور الأزمة، منوها بأن أزمة فيروس كورونا تسببت في ظروف اقتصادية صعبة للمواطنين.

وتابع أن التأمين مرتبط بالقدرة على ادخار الأموال، وعندما تكون هناك أزمة يعطي الناس الأولوية لتوفير الغذاء والدواء، وبالتالي يقل الإقبال على شراء وثائق التأمين على الحياة.

وشدد على أهمية التأمين على الحياة، الذي يتيح للشخص عند بلوغه سن الـ60 عاما أو لأبنائه في حالة وفاته الحصول عل مبلغ مالي يتم تحديد حسب الأقساط المدفوعة.

وشاطره الرأى استشاري التأمين محمد عبد الرازق، قائلا إن أزمة فيروس كورونا أثرت سلبا على قطاع التأمين في مصر، بسبب تراجع الموارد المالية للعملاء الذين تضرروا جراء الأزمة.

وأضاف عبد الرازق لـ(شينخوا)، أن الإقبال على التأمين على الحياة ضعيف على الرغم من قيام بعض الشركات خلال الفترة الماضية بإصدار وثائق تغطي فيروس كورونا، بحيث تمنح الشركة لأسرة العميل، الذي تعاقد على الوثيقة، في حالة وفاته جراء الفيروس قيمة التأمين.

وأردف أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في مصر، حيث كانت شركات التأمين تعزف فى السابق عن تغطية ما يتعلق بالأوبئة والحروب.

الأمر نفسه لم يختلف مع محمد الصاوى، وهو موظف فى إحدى شركات التأمين، حيث قال إن قطاع التأمين على الحياة يعانى من حالة ركود كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا.

وأوضح الصاوي، أنه "من المفترض أن تؤثر أزمة كورونا بشكل إيجابي على قطاع التأمينات وتساهم فى زيادة الوعي لدي المصريين بأهمية التأمين، لكن ما حدث هو العكس".

وأكد أنه " لا يوجد عملاء يقبلون على الاشتراك في وثائق تأمينية جديدة، بسبب عدم ضمان مصدر دخلهم، كما أن بعض المواطنين فقدوا عملهم خلال الأشهر الأربعة الماضية جراء الفيروس".

واستطرد أنه "على الرغم من تغطية وثيقة التأمين لأزمة كورونا، سواء وفاة أو إصابة، إلا أن الإقبال ضعيف من قبل العملاء بسبب عدم وضوح الرؤية بالنسبة للوضع الاقتصادي، كما أن أحدا لا يريد أن يلزم نفسه بدفع أقساط في وقت لا يعرف هل سيأخذ مرتبه كاملا أم لا".

في المقابل، أكد جوزيف توفيق مدير أحد فروع شركة ميتلايف أليكو لتأمينات الحياة وجود إقبال على وثائق التأمين على الحياة في ظل فيروس كورونا.

ورأى توفيق، أن تأثير أزمة كورونا على قطاع التأمين إيجابي، بسبب تخوف الناس من خطر الإصابة أو الوفاة، وهو ما يدفعهم إلى التأمين على حياتهم، لا سيما أن وثائق التأمين تغطي الأوبئة مثل فيروس كورونا.

وتوقع إقبالا أكثر خلال الفترة المقبلة على وثائق التأمين على الحياة، خاصة أن الناس أدركت أن أزمة فيروس كورونا قد تستمر طويلا.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة (شينخوا)