نميمة البلد: الجيش البيض الفلسطيني يستحق التكريم

بقلم: جهاد حرب

جهاد حرب
  • جهاد حرب

يواجه الجهاز الصحي الفلسطيني، وبخاصة وزارة الصحة وطواقمها الطبية الفنية والإدارية، معركة شرسة مع فيروس كورونا واتساع رقعة انتشار الفيروس مقارنة بموجة شهر آذار/ مارس الماضي. يقاتل الأطباء والممرضين والفنيين في المختبرات والاداريين ذكورا اناثا في الجبهة الأولى في هذه المعركة كل في خندقه يذودون عن حياة الفلسطينيين بتفاني ودون نظر للأخطار المحدقة بهم من أجل التخلص من هذه الجائحة وسلامة الانسان.

هذه المعركة وضعت الجيش الأبيض "منتسبي الجهاز الصحي" في مواجهة متعددة الأوجه، من جهة مواجهة الفيروس بالاعتناء بالمصابين والحرص على سلامتهم وبذل جل الإمكانيات الفردية والجماعية لشفائهم وفقا للبروتوكولات العالمية، ومن جهة ثانية الحرص على سلامة المرضى الذين يحتاجون للطبابة في ظل ظروف غاية في الصعبة مع انتشار فيروس كورونا مما يصعب على الجهاز الصحي العمل للحفاظ على حياة المرضى وعدم تعرضهم لاحتمالية الإصابة بالفيروس، ومن جهة ثالثة الاعتناء بالطاقم الطبي للحفاظ على استمرار الخدمات الصحية في البلاد وعدم توقفها، ومن جهة رابعة بذل العناية للوقاية من الإصابة من فيروس كورونا  خلال تقديم التوجيهات والنصائح الواجبة للسلامة.

إن حجم الموجة الثانية من انتشار الفيروس في بلادنا وتركزها في مناطق ذات كثافة سكانية، كمنطقة الخليل، في ظل محدودية الإمكانيات وعدم احترام شروط السلامة والتباعد الاجتماعي، صعب على العاملين في الجهاز الصحي مهمتهم المقدسة في حماية الحياة وتوفير جميع إجراءات السلامة رغم حجم التفاني الكبير الذي يبذله منتسبو الجهاز الصحي.

في ظني، لا يوجد مجتمع يرسل أبناؤه إلى الجبهة ليحارب نيابة عنه، في مواجهة عدو خفي كفيروس كورونا يغزو البلاد وفي معركة غير متكافئة، يتركه وحيدا ويشبعه تنمرا وشتما بالخروج عن قواعد الاحترام والسلوك الاجتماعي الوطني الفلسطيني.

إن هذا الحجم والجهد التفاني في الأداء والتضحية بالنفس الذي يقدمه منتسبو الجهاز الطبي الفلسطيني "الفدائيون" في مواجهة جائحة كورونا لا يستحقون حالة التنمر والشتم، بل يستحون، بكل تأكيد، التثمين والتكريم والشكر بمقدار هذا الجهد.

على الأغلب شاهد الفلسطينيون في الموجة الأولى كيف قامت المجتمعات والشعوب بتكريم شعبي عفوي للطواقم الطبية التي عملت في مواجهة فيروس كورونا بأشكال مختلفة لمساندة هؤلاء الجنود المتقدمين في خنادق الجبهة في عملهم ونضالهم المستمر. وفي ظني أن المثقفين على اختلاف مشاربهم الفكرية بمن فيهم؛ الكتاب والادباء والشعراء والفنانين باختلاف ادواتهم ووسائلهم، مطالبون اليوم بالتضامن مع فدائي الجيش الأبيض الفلسطيني "الطواقم الطبية" بخلق بمبادرات للتخفيف عنهم وطأة العمل وضغطه وتحويل اتجاه السلوك القائم من تنمر عليهم إلى تكريم لجهودهم.  

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت