أجمع صحفيون وصحفيات على أهمية الوعي القانوني للصحفيين عامة والاستقصائيين بشكل خاص، ودوره في حمايتهم من تدخلات الجهات الحاكمة، مؤكدين أن حالة التضييق التي تمارسها الحكومات خلقت لدى الصحفيين رقابة ذاتية قهرية وأوصى الصحفيون والصحفيات بضرورة تحديد من هو الصحفي الاستقصائي.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع ائتلاف امان بغزة بعنوان " دور الإعلام في تعزيز جهود مكافحة الفساد.
تحدث وائل بعلوشة مدير مؤسسة أمان بغزة عن أهمية تعزيز الوعي تجاه مكافحة الفساد من خلال مستويات المساءلة المختلفة، مؤكداً أن دور الصحافة الاستقصائية يبدأ ولا ينتهي عند الكشف عن شبهات الفساد والدعوة للمحاسبة والتحقيق من قبل الجهات الرسمية في هذه القضايا دون إطلاق أحكام من قبل الصحفي الاستقصائي وترك النطق بالحكم للقضاء الذي يقول كلمته الفاصلة في القضية.
وأكد بعلوشة أن مؤسسة أمان تعمل على دعم الصحفيين الاستقصائيين وتوفير الحد الأقصى من الحماية والوقوف دوماً إلى جانب الصحفي في مواجهة الجهات الحاكمة.
من جهته ذكر فتحي صباح أن عدة عوامل تقف عائقاً أمام عمل الصحافة الاستقصائية منها ضعف الإمكانيات ونقص التشريعات القانونية وإقرار قوانين تخدم توجهات الحكومة، مثل قانون الجرائم الالكترونية في الضفة والذي يقابله في غزة قانون إساءة استخدام التكنولوجيا.
وشدد صباح على أهمية التدقيق القانوني لأي تحقيق يخوضه الصحفي، مع ضرورة امتلاكه لثقافة قانونية تكون درع حامي له أثناء عمله الصحفي.
بينما أكدت الصحفية آلاء أبو عيشة أن أكثر الإشكاليات التي تواجه الصحفيين أثناء عملهم هو صعوبة تدفق المعلومات من الجهات الرسمية التي تصدر بيانات فضفاضة تنقصها الدقة والشفافية في عرض الأرقام، وهو ما يجعل العمل الاستقصائي منقوصاً في كثير من الأوقات.
واعتبرت الصحفية هدى بارود أن بعض التحقيقات تفتقر للتحليل وتكتفي بجمع المعلومات وعرضها بدون أي تدخل من الصحفي الذي يفترض أن يعمل على تحليل المعلومات والربط بينها والوصول لنتائج تؤكد أو تدحض فرضيته وهو ما عزته لخلل في فهم بعض الصحفيين لطبيعة الصحافة الاستقصائية.
لافتة أن هذا الضعف في بعض التحقيقات أضعف من موقف ومكانة الصحفيين الاستقصائيين بشكل عام وأساء لصورتهم بالعموم، في ظل جرأة وقوة المسؤولين الذين يتخذون من ضعف الصحفي سلاحا ًبوجه كافة الصحفيين الاستقصائيين، وطالبت بارود بضرورة التأسيس لاستقصائي حقيقي، من خلال تدريبات متخصصة، تفتح الأفق أمام مناقشة كافة القضايا باتزان
ودعت الصحفية زينب عودة لتخصيص جلسات لعرض تحقيقات استقصائية، بوجود مختصين وقانونيين لتوعية الصحفيين بالأخطاء والهفوات التي يمكن الوقوع فيها وكيفية تجنبها كوسيلة تدريب جديدة يمكن اتباعها.