دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها، إلى "عدم استعادة التجارب الفاشلة والرهان عليها لإستئناف العملية التفاوضية، بكل ما ألحقته هذه التجارب من نكبات وكوارث بالقضية والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني، بما في ذلك التجربة البائسة للرباعية الدولية التي نجحت الولايات المتحدة الأميركية بإفراغها من مضمونها، وتقليص دورها وصلاحياتها، وتحويلها إلى مجرد غطاء للإستفراد الأميركي بالمفاوضات، كما شكلت غطاء "لخارطة خطة الطريق" التي سرعان ما أفرغتها حكومة السفاح الإسرائيلي شارون من مضمونها بدعم وإسناد مكشوف ووقح من إدارة الرئيس بوش الابن، ونجحت في تحويلها إلى الغطاء السياسي لتشييد جدار الفصل والضم العنصري، الذي التهم مساحات واسعة من أراضينا، وانتهك حدود الرابع من حزيران 67، لفرض بدائل تحت ذريعة ما يسمى الحدود الأمنية لدولة الإحتلال."
وأضافت الجبهة: كما أن الرهان على مبادرة السلام العربية التي دخلت هي الأخرى، كالرباعية الدولية، في حالة موت سريري، لا يخدم القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، بل يبني أوهاماً سياسياً لا تنتج سوى سراباً، من شأنه أن يعمق الأزمة وأن يلحق المزيد من الضرر بالحالة الوطنية، خاصة وأن المبادرة نفسها تعرضت لإنتهاكات واسعة من قبل أطراف عديدة في المنظومة العربية، وإنفتحت على دولة الإحتلال، في السياسة والإقتصاد، والثقافة، والرياضة والأمن وغيرها، دون إكتراث لمصالح شعبنا وحقوقه، في تبعية مكشوفة للسياسة الأميركية، وتساوق خطير مع "صفقة القرن" وخطة الضم وتطبيقاتها.حسب البيان
وقالت الجبهة إنه "فضلاً عن ذلك أسقطت مبادرة السلام العربية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وأفرغت القرار 194 من مضمونه حين دعت إلى ما يسمى بـ "الحل العادل والمتفق عليه"، ما يعني الإعتراف بحق إسرائيل المزعوم في رفض حق العودة وتعطيل تطبيق القرار 194 بموجب تفسيرات ومعايير اللجان القانونية للأمم المتحدة."
وخلصت الجبهة إلى "الدعوة إلى الكف عن الرهانات الفاشلة، وعن محاولات إحياء مبادرات دخلت في مرحلة الموت السريري، والتقدم بدلاً من ذلك إلى الأمام، في تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأخيرة، والمجلس المركزي في دورات 2015 و 2018، وإعتماد سياسة المجابهة الوطنية الشاملة، وكل أشكال المقاومة، في الميدان وفي المحافل الدولية بما يكفل حقاً لشعبنا الفوز في حقوقه الوطنية كاملة، في العودة وتقرير المصير والإستقلال، وإفشال صفقة القرن، وإسقاط مشروع الضم، ودحر الإحتلال وتفكيك الإستيطان."