- أسامة الأطلسي
أثارت الخطوات التصعيدية التي أعلنت عنها السلطة الفلسطينية مؤخرا ردا على الخطة الاستيطانية الجديدة لحكومة الاحتلال جدلا واسعا في الأوساط العربية و الدولية , فللمرة الأولى منذ بضع سنوات تعقد حركتا فتح و حماس مؤتمر صحفي مشترك للإعلان عن جملة من القرارات التي تخص مستقبل التنسيق بين الفصلين .
معهد بروكنجز الأمريكي بواشنطن و هو مؤسسة غير ربحية تعنى بالسياسات العامة كان قد أجرى مؤخرا عددا من الأبحاث المعمقة حول القضية الفلسطينية وأبرز التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج في ظل التغيرات الإقليمية , اعتبر ما تقوم به السلطة الفلسطينية أقرب إلى المناورة السياسية , حيث يرى الخبراء أن حركة فتح لا ترغب في إعادة إحياء الجسد الحمساوي في الضفة الغربية بسبب التخوف من مطامع قيادة حماس بالانقضاض على الضفة .
و تذهب تقارير المعهد الأمريكي لحد القول بأن حماس نفسها قد أدركت مؤخرا أن المؤتمر الصحفي المشترك كان فقط لتلميع صورة السلطة الفلسطينية التي لن تفي بأي من تعهدات الرجوب التي صرح بها علنا أمام الجماهير الفلسطينية , ففي حين يجلس العرعوري الى جانب جبريل الرجوب لتباحث مستقبل التنسيق بين قطبي المقاومة تضيق السلطة في رام الله الخناق على نشطاء حماس بالضفة بحملات الاعتقال و المصادرة ..
هذا ويتساءل محللو بروكنجز في تقاريرهم عن سبب الحماسة المفرطة الرجوب و التي أبداها الرجوب لدى اعلانه نية فتح التنسيق مع حركة المقاومة الاسلامية حماس رغم علمه المسبق برفض العديد من القيادات الفتحاوية لهذا المبدأ نظرا للتخوفات الجدية من مطامع حماس بالسيطرة على الضفة في سيناريو مشابها لما وقع صيف العام 2007 في قطاع غزة .
بعيدا عن التحليلات السياسية يأمل الشعب الفلسطيني في وحدة حقيقية تتجاوز بمقتضاها البلاد أزمتها الاقتصادية الخانقة و تكون القيادة السياسية بفضلها قادرا لكبح جماح دولة الاحتلال التي تسعى كل يوم لافتكاك المزيد من الأراضي الفلسطينية للاستيطان فيها .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت