- بقلم/محمد الفرماوي
أعلنت القيادة المصرية أكثر من مرة عن دعمها للحل السياسي فى ليبيا ,وهو المسار الذى أكدت عليه فى برلين ,والذى تبلور فى مخرجات إعلان القاهرة الذي دعا لوقف إطلاق النار ووقف ارسال المقاتلين والسلاح الى ليبيا والحفاظ على وحدة الاراضى الليبية,لكن مع التمادي التركي فى اشعال فتيل الصراع حتى تتحول ليبيا الى مستنقع لحرب دولية واقليمية وحروب وكالة وحروب اهلية تضيع معها ثروات الدولة ومقدراتها وتصبح فريسه للاجندات الخارجية,تحول الموقف المصري الى وضع تحذيرات أملته عليه الرغبة الشعبية الليبية فى الحفاظ على أمن ليبيا الشقيقة, من خلال الإجتماعات التى عقدت مع القبائل الليبية ,وطلب البرلمان الليبي من القوات المسلحة المصرية التدخل لحماية ليبيا من التدخل الخارجي والارهاب,وقد سبق أن أعلنت القيادة المصرية أن خط الواصل بين سرت والجفرة خط أحمر لا يمكن اختراقة ,ثم كان التحرك المصري نحو إعطاء القوات المسلحة المصرية الشرعية الدستورية والقانونية للتدخل فى ليبيا,حيث عقد البرلمان المصري جلسة مغلقة وافق خلالها على التصريح للقوات المسلحة المصرية بمواجهة التهديدات على الاتجاه الاستراتيجي الغربي والموافقة على أرسالها قوات الى خارج الحدود فى ليبيا,وأعطي لها المساحة الكافية فى اختيار حجم القوات وتوقيت التدخل,فالجيش المصرى كما وصفته القيادة المصرية جيش رشيد وقوي ولا يتعدي على أى دولة ولا يبادر بالهجوم لكنه مثل الاسد فى عرينة اذا غضب لن يتحمل أحد عواقب ذلك.
فرغم الجهود الدولية الداعية الى الحل السياسي فى ليبيا ومن ابرزها الجهود الاوربية التى لا يروق لها الممارسات التركية فى البحر المتوسط والتى بدورها يمكنها ان تفقد حلف الناتو الصداقات والعلاقات التى بناها فى حوض المتوسط,ولا يروق لأوربا التهديدات المتواصلة من تركيا لليونان واحتلال جزيرة قبرص ومحاولة الاستيلاء على ثروات اليونان الطبيعة فى البحر المتوسط ,واستغلال المقاتلين السوريون ونقلهم للقتال فى ليبيا بمقابل مادي من الدولارات التى هي فى الاصل أموال الشعب الليبي ويعطيها السراج الارهابي لتركيا لقتل ابناء ليبيا وجيشها الوطني, وإزاء الغضب الدولي فى نقل المرتزقة من سوريا التف اردوغان ويقوم حاليا بنقل المقاتلين من الصومال ودول افريقية اخري.
إن ممارسات النظام التركي في المنطقة باتت تهدد الاستقرار والأمن العالمي, فالنظام يفقد شرعيته فى الداخل , ويتصف بالعته فى سياسته الخارجية, حتى أنه تسبب فى اخراج تركيا وحرمانها من الحصول على صفقة الطائرات الامريكية (إف -35) فى يوليو الماضي بعد توجهها لشراء منظومة الدفاع الجوى الروسي S400 ,إن مفتاح الاستقرار فى قضايا المنطقة يكمن فى إقتلاع التدخل التركي فى سوريا والعراق وليبيا واليونان والبحر المتوسط,من أجل خلق مناخ من الثقة بين شعوب المنطقة واطلاق عمليات تسوية سياسية برعاية أممية لا يكون فيها مقعد للنظام التركي الإرهابي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت