- المحامي علي ابوحبله
تجري الاستعدادات بين حركة فتح وحماس والفصائل الفلسطينيه لعقد مهرجان مركزي وبحسب التصريحات يمهد لإنهاء الانقسام بشكل نهائي و التوقعات أن يلقي الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورئيس حركة فتح ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيه خطاب هام في المهرجان يتضمن برنامج وطني للمقاومة الشعبية ومواجهة مخطط الضم والشروع بخطوات تنهي الانقسام وتمهد لتوحيد الجغرافية الوطنية وأهمية عقد المهرجان انه نتاج جهود وتنسيق مشترك بين فتح وحماس ومخرجاته بعث رسائل تحمل استعادة الوحدة الوطنية ما بين "فتح" و"حماس" والتصدي لمشاريع "الضم" الإسرائيلية و"صفقة القرن" الأمريكية
مهرجان غزه امتداد للمؤتمر الصحفي المشترك ما بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب و نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح, وقد أرسى دعائم انطلاقه جديدة في الاتجاه الصحيح نحو تصويب المسار الوطني الفلسطيني يقود لتحقيق الأهداف الوطنية بالحرية والإنعتاق من الاحتلال الغاشم .
لقد استنفذت جميع الوسائل لإنجاح المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وعقد اتفاق يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة "إسرائيل"، وحل باقي قضايا الوضع النهائي وخاصة قضية اللاجئين والمستوطنات والمياه، خصوصا أمام مخطط حكومة نتنياهو للضم وتدمير رؤيا الدولتين
خطة صفقة القرن ومخطط الضم لا تحمل أية حلول جذريه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحلول المطروحة مرحليه وتفضي لتصفية القضية الفلسطينية وتدمير رؤيا الدولتين وتحمل أبعاد اقتصاديه بغلاف أنساني وهذه الحلول كما سابقاتها تبتعد عن جوهر القضية وضمن محاولات ترسيخ الاستيطان وفرض أمر واقع على العرب والفلسطينيين للقبول والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقبول الاستيطان وانتزاع أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون والعرب وبخاصة الأردن بالمطلق
المجتمع الفلسطيني والعربي مل الأطروحات ومل هذا الفكر السياسي العبثي لافتقاده للمصداقية لان مثل هذه الأطروحات ليست إلا لتسويق حلول مصلحيه انيه وخصوصية هي بحقيقتها بعيده كل البعد عن ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني وما يسعى لتحقيقه طيلة عشرات السنين من عمر ثورته الفلسطينية وتمسكه بالمقاومة كخيار استراتيجي حتى تحقيق ونيل أهدافه بالحرية وحق تقرير مصيره وأقامه دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
لا نغالي القول أن الشعب الفلسطيني هو الآن بغاية الإحباط من هذا الطرح السياسي وهذا الفكر السياسي وهذا الانقسام الفلسطيني وهذا التمحور والتخندق الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم . فهل يشكل مهرجان غزه انطلاقه جديدة لاستعادة الشعب الفلسطيني لكينونته وتوحيد جهوده لمواجهة إسرائيل ومخطط الضم وإسقاط صفقة
التنسيق الميداني له سابقة في العلاقة ما بين " حماس وفتح" , وقد نجح هذا التكتيك في الانتفاضتين , توحدتا في الميدان واختلفتا في السياسة , وهذا ما جعل الوحدة الميدانية هشة بلا أساس متين , فهل نحن أمام استحضار تجربة التنسيق الميداني ؟ مع بقاء الخلاف السياسي قائماً وهو الأكثر حضوراً, أم أننا أمام تغير استراتيجي يقود لوحدة الميدان والعمل السياسي ضمن برنامج وطني بمرجعيه استراتجيه
رغم أهمية اللقاء المشترك ومخرجات نتائج مهرجان غزه , وما يؤسس له من مرحلة جديدة من التنسيق الميداني في مواجهة قرار الضم الصهيوني , إلا أنه من المؤمل تحقيق وحدة فلسطينية شاملة ,وهذه ضمن الاستحقاقات الفلسطينية الكبرى؟ وفي مقدمتها إنجاز وحدة فلسطينية شاملة تنهي الانقسام , تقوم على أساس ترتيب البيت الفلسطيني, وإعادة الاعتبار للقضية الوطنية كقضية "تحرر وطني" , وإقرار المشروع الوطني التحرري ,وإدارة معركة التحرير "سياسياً وعسكرياً" وتعزيز صمود شعبنا وإسناد مقاومته ضمن استراتجيه تجميع جميع القوى على هدف واحد وهو التحرير والتحرر من الاحتلال .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت