اوصى الاجتماع الذي نظمته شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية بمشاركة قيادة القوى الوطنية والاسلامية في الضفة الغربية باهمية اجراء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة، واستخلاص العبر من الحقب التي واكبت العمل الوطني الفلسطيني في اطار الصراع مع الاحتلال، ومشروعه الاستيطاني في الارض الفلسطينية من اجل استكمال مرحلة التحرر الوطني بانهاء الاحتلال وتحقيق حق العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني بالسيادة الكاملة في دولة مستقلة عاصمتها القدس، واهمية العمل من اجل بناء نظام سياسي فلسطيني تستنهض فيه كل الطاقات والامكانيات لمواجهة التحديات بوحدة واحدة، والعمل على حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية في اطار سيادة القانون، واحترام التعددية، والحريات العامة .
جاءت هذه التوصيات في اطار استعراض التقرير"الثالث" حول واقع الاحزاب السياسية الذي قامت المنظمات الاهلية باعداده مؤخرا، وتم التركيز خلاله على عدة جوانب لها علاقة مباشرة بواقع الاحزاب من بينها البنية، وتشمل عناصرها الاساسية على مستوى التنظيم، عمق المشاركة وتنوعها، العلاقات، والمصادر، والانخراط فيها فيما ضم المكون الاخر وهو بيئة عمل هذه الاحزاب من حيث السياق القانوني والسياسي لعمل الاحزاب، الحريات والحقوق المدنية، اضافة للسياق الاقتصادي والاجتماعي، وبشكل خاص علاقة الحزب السياسي بالدولة والمشاركة في رسم الخطط، والسياسات الحكومية والعامة، ومن ناحية القيم افرد التقرير مساحة واسعة بناء على مؤشرات رئيسية من ضمنها الديمقراطية، والشفافية، وقيم التسامح، اللاعنف، ومحاربة الفقر، واستدامة بيئة العمل وعالج مسالة الاثر التي حملت عدة مؤشرات رئيسية وهي التاثير على السياسات العامة، الحفاظ على النزاهة في الشراكة والعلاقة مع الحكومة والقطاع الخاص،والتجاوب مع المصلحة المجتمعية، تمكين المواطنين والعمل على تلبية الحاجات المجتمعية .
وحمل التقرير "القصدي" الكثير من المؤشرات لعينة المبوحثين الذي كانوا من الهيئات القيادية للاحزاب، ومنظمات وسطية، واخرى قاعدية تركزت بالاساس حول ضعف المشاركة الشبابية، وتمثيل المراة في الهيئات القيادية العليا للاحزاب بشكل عام رغم تفاوت تمثليها بين حزب سياسي واخر، واخرى لها علاقة بالمشاركات الجماهيرية في الانشطة والفعاليات، وحملت هي الاخرى تراجعا كبيرا في حجم المشاركات، فيما سلط التقرير الضوء على جوانب مختلفة من بينها المشاركة في الحكومة، او السياسات التي تتخذها الاحزاب لمعالجة القضايا الداخلية من اوضاع اقتصادية، واجتماعية، ومسالة الحريات العامة، وتاثير الانقسام الداخلي على بنية الاحزاب الاساسية، والاثر الذي اصاب قيم الجهمور، وانخراطه في العمل الوطني بشكل عام، وعلى مستوى العضوية، وتراجعها بشكل خاص كما يشير التقرير بشكل واضح اضافة لقضايا الفساد، ومصادر التمويل، وممارسة الرقابة الداخلية داخل الاحزاب وغيرها من القضايا .
وناقش الدكتور بدر الاعرج الباحث ومعد التقرير مع مساعد البحث محمد الشعيبي مجموعة من الملاحظات التي قدمها ممثلو القوى في الاجتماع المنعقد بمقرها برام الله، والتي تمحورت حول اهمية الفصل بين دراسة اكاديمية لواقع الاحزاب في دول مستقلة، وبين خصوصية الواقع الفلسطيني، واهمية الاخذ بواقع الشعب الفلسطيني كحالة تحرر وطني يعيش واقع الاحتلال، وايضا الفترة الزمنية لبنية التقرير التي تختلف من فترة زمنية لاخرى من حيث الفروق الكبيرة بين تقرير يغطي فترة الانتفاضة الاولى او الثانية، والتعقيدات الناشئة عن واقع المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال وعلى ضوء حالة الانقسام، كما جرى التاكيد على ان التقرير يخدم بصورة نقدية الواقع الحالي للاستفادة منه على ضوء واقع التجربة باعتباره دراسة اولية للواقع تحتاج للاستكمال، والمتابعة لاغناء محاوره المختلفة بالمزيد من المؤشرات التي لم تستكمل، وبالمقابل الاستفادة منه في اطار تطوير العمل، وتعزيز العلاقات الداخلية على مستوى بنية الحزب السياسي او داخل الاحزاب المختلفة بما يتيح معالجة الثغرات والنواقص لبناء نظام سياسي مستقر في اطار الحركة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده، والفصائل التي هي خارج المنظمة، وتعزيز روح الشراكة، وقيم التسامح والحوارات بين مختلف مكونات المجتمع المدني الفلسطيني بما فيها العمل على مجابهة الفساد، وتعزيز مباديء الشفافية والنزاهة، واطلاق وحماية الحريات العامة، وصون التجربة الديمقراطية بما فيها اجراء الانتخابات العامة، وعقد المؤتمرات الحزبية لتجديد وضخ الدماء الشابة للاحزاب، وتجديد الدماء فيها.
وكان اللقاء افتتح بكلمة ترحيبية من الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منسق القوى الوطنية والاسلامية اكد فيها اهمية العلاقة الوثيقة بين اطار القوى، وبين المنظمات الاهلية، والمؤسسات غير الحكومية ذات التاريخ الطويل في العمل الوطني، وهي تولي اهمية لمحتويات التقرير بالاستناد لتجربة طويلة من العمل المشترك خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتحديات الماثلة ارتباطا بمحاولات تصفية القضية الوطنية، والقفز عن الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني .
فيما قدمت صابرين عموري منسقة المشروع شرحا عن التقرير مشيرة الى انه ياتي في اطار المشروع المشترك للشبكات المظلاتية التي تضم شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، والهيئة الوطنية للمؤسسات الاهلية، واتحاد الجمعيات الخيرية حيث صدر عنها ثلاثة تقارير عالج الاول واقع المنظمات الاهلية والجمعيات الخيرية، فيما عالج الثاني واقع النقابات العمالية، والثالث حول الاحزاب السياسية وهي تأتي بهدف دراسة دور هذه المكونات في اطار المجتمع الفلسطيني ومن المقرر ان يتم استكمال العمل على ضوء الملاحظات التي قدمت تمهيدا لاصدار البحث الرابع الشامل للمكونات السابقة .