أكد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج على أن الدور الوطني لفلسطينيي الخارج ومشاركتهم في القرار السياسي الفلسطيني "يجب أن يستند على إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي لكافة الفلسطينيين، وذلك عن طريق إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة تؤدي إلى مجلس وطني جديد يفرز لجنة تنفيذية قادرة على وضع برنامج وطني جامع قائم على التخلص من اتفاقية أوسلو وتصفية ترِكتها الضارّة بحقوق الشعب الفلسطيني."
وقال ماجد الزير القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي خلال مؤتمر صحفي، عقد في إسطنبول يوم الثلاثاء ، "إن المؤتمر يثمّن الخطوات الوحدوية التي أعلنت عنها الفصائل الفلسطينية مؤخراً، والتي تمنى أن تثمر عن وحدة حقيقية وتمثيل فلسطيني واحد أساسه منظمة التحرير الفلسطينية".
ورحب المؤتمر الشعبي بالتقارب الوطني الوحدوي على الساحة الفلسطينية، مطالبا بحراك شامل في الداخل والخارج لمواجهة مخططات تصفية قضية فلسطين.
ودعا المؤتمر الشعبي أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسساته ومكوناته في الخارج إلى إطلاق حراك وحدوي محلي ضمن مبدأ الحفاظ على الثوابت الوطنية، وذلك تحقيقاً لأهدافٍ متعددة أبرزها "مجابهة مشروع الاحتلال وإمتداداته في العالم، والسعي بكل الامكانات لمساندة صمود الشعب الفلسطيني في الداخل، وترسيخ الهوية الوطنية لفلسطينيي الخارج، والاندماج في المجتمعات المحلية كمواطنين، والعمل بجدية نحو إشراك فلسطينيي الخارج في صناعة القرار الفلسطيني.
كما أكد المؤتمر على رفضه كافة المخططات التي تستهدف تفكيك المخيمات والتعدي عليها، وجدد رفضه لكل محاولات "تجفيف منابع الأونروا أو تشويه تعريف اللاجئ الفلسطيني والتي تؤسس لشطب حق العودة".
وأشار الزير إلى خطورة قرار الضم قائلاً: " يحيي المؤتمر صمود أهلنا في القدس وانتفاضاتهم المستمرة، وينبه إلى خطورة قرار الضم والاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ويدعو الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم صمود أهلنا هناك وإفشال ما يحاك لهم من مخططات".
وطالب المؤتمر الدول العربية وجميع الدول التي تحتضن الفلسطينيين بضرورة توفير الحماية وسبل العيش الكريم لأبناء الشعب الفلسطيني المقيم في بلدانهم، ومنحهم كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والإنسانية حتى إستعادة حقوقهم في العودة.
كما ثمن دور الحركات العالمية الداعمة للحق الفلسطيني وجماعات الضغط السياسي والمنظمات الحقوقية، داعياً على تكثيف الجهود في دعم الحقوق الفلسطينية.
وشدد المؤتمر على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ومنع ذوبانها في مجتمعات اللجوء والاغتراب والعمل على تطوير الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بدور الشباب والمرأة، دعا المؤتمر الشعبي إلى إطلاق طاقات الشباب الفلسطينيين حيثما وجدوا وتمكينهم من النهوض بأدوارهم، إضافة لتشجيع كافة المبادرات الشبابية في شتى المجالات، ودعم صمود المرأة الفلسطينية في الداخل والخارج.
وأعلن المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج عن تحضيره لعقد مؤتمر بعنوان "أولويات القضية الفلسطينية في المرحلة القادمة ودور فلسطينيي الخارج المطلوب"، والذي من المزمع انعقاده أواخر شهر أيلول/ سبتمبر من العام الجاري، حيث يسعى المؤتمر إلى تحقيق المزيد من الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، في إطار خدمة مشروع التحرر والانعتاق من المحتل.
كما أعلن أيضاً عن العمل لإطلاق " منصة المؤتمر الشعبي الفلسطيني للحوار الوطني والتواصل وتناقل الخبرات".
وشاركت في المؤتمر الصحفي شخصيات فلسطينية، حيث أشار محمد مشينش رئيس الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين "فيدار"، إلى أن "المخططات الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، تستوجب رد فعل يتناسب مع حجم التهديدات".
وأضاف: "وهو ما انعكس على تفاهمات وحوارات، بين مكونات أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده في الداخل والخارج، ورأينا انعكاسها المباشر في الفصائل الفلسطينية وما جرى من تفاهمات وطنية في هذا الموضوع".
ورأى مشينش أن "مثل هذه التفاهمات تستوجب أن يكون هناك إسناد حقيقي لها من الشعب الفلسطيني، برد فعل عام من الشعب الفلسطيني لا يستثنني أحد وينسجم مع مواجهة هذه التهديدات".
واعتبر أن للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في هذه الفترة دور مهم "من أجل بناء حالة وطنية منسجمة، تتعدى الحدود وعابرة للقارات وتتناسب مع حجم التهديد، بما يمتلكه الشعب الفلسطيني من إمكانيات."
وقال مشينش: "شعبنا الفلسطيني في الخارج رغم طول أمد الاحتلال لا يزال يتمتع بهوية وطنية يكافح ويناضل عنها، وهذا البعد يتطلب أن يجمع في بوتقة واحدة وأن يكون هناك انسجام كامل على المستوى الشعبي وليس على المستوى الفصائلي".
بدوره أكد رئيس تجمع الإعلاميين الفلسطينيين في تركيا طه عودة، على "أهمية الإعلام في الدفاع عن القضية الفلسطينية باعتباره أحد عوامل النصر أو الهزيمة".
وأوضح أن على "الإعلاميين والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، مسؤوليات كبيرة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، خاصة في ظل حالة التراجع للقضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربية والأجنبية لانشغال الإعلام بملفات إقليمية وعالمية ساخنة".
وعدد عودة بعضاً من مسارات العمل للإعلام المهتم بالقضية الفلسطينية، بهدف تفعيل القضية في ظل انشغال وسائل الإعلام عن القضية وانحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، منها" إيجاد أساليب مبتكرة، ودور التكنلوجيا والتواصل الاجتماعي في ذلك".
وأضاف: "تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في الداخل والخارج، ففي الخارج لدينا مخيمات فلسطينية يجب على الإعلام أن يهتم بهذه القضية، والبوصلة هي فلسطين والقدس".
وطالب عودة المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بالمساهمة في إيجاد الأليات الإعلامية الجديدة لخدمة القضية الفلسطينية وتفعيلها بشكل أكبر.
وفي كملة لتجمع المهندسين الفلسطينيين في تركيا، أكد المهندس محمد الهمص نائب رئيس التجمع، على ضرورة تأسيس التجمعات المهنية وتحشيد جهودها في الشتات، لدعم القضية الفلسطينية.
وقال: "كمهندسين ومهنيين موجودين في الشتات علينا أن نعمل على تطوير الفلسطيني في الداخل والخارج وهذا كله يصب في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال، عبر تجميع الجهود".
ودعا الهمص، إلى "العمل على تجميع كل المؤسسات الفلسطينية في الخارج تحت مظلة واحدة، تجمع كل المؤسسات مهنيين وأكاديميين ومهندسين وأطباء وغيرهم، لدعم القضية الفلسطينية".