محطات التطبيع التي قادت لاتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل بتوقيت ترمب

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

 اتفاق السلام المعلن عن التوصل إليه بين الإمارات المتحدة وإسرائيل ليس مفاجئا بينهما ، في ظل اتفاقهما المشترك على التطبيع الكامل للعلاقات بينهما؛ إذ إن الاتفاق الذي قُدّم، وكأنه انتصار للقضية الفلسطينية وهو ابعد ما يكون عن ذلك وضرب للمبادرة العربية للسلام وطعنه للسعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام وتكريس للهيمنة وفرض الأمر الواقع من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وباتت القضية الفلسطينية شماعة البعض ، تأجيل ضمّ مساحات واسعة من الضفة الغربية والأغوار الأردنية المحتلّتين، لم يكن سوى تتويج لكلّ المراحل السابقة بين الإمارات وإسرائيل والتأجيل لا يعني الإلغاء ولا يعني تخلي ترامب عن الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ، ولا شك ان اتفاق السلام بين الجانبين هدفه وضع إطار يُنظّم الحلف بين الجانبين قبيل إشهاره.
في خلال السنوات الماضية، خاضت أبو ظبي وتل أبيب جهوداً حثيثة لتطبيع علاقاتهما، والارتقاء بها إلى مكانة الحلف بحجّة العداء المشترك لإيران. وقد كانت لهذه الجهود وجوه عديدة، سياسية وأمنية وعسكرية واجتماعية وصحّية وتكنولوجية وسياحية. وفيما يلي ابرز محطات التطبيع بين الجانبين :-
-منذ العام 2010، بدأت إسرائيل سلسلة من اللقاءات بين مسئولين عن وزارة خارجيتها، وممثلين رسميين لنظام الحكم في الإمارات، بحسب تقرير لصحيفة «هآرتس» في تاريخ 31/10/2010. وفي العام نفسه، كان وزير البنى التحتية الإسرائيلي، عوزي لانداو، قد شارك في مؤتمر «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2010» في أبو ظبي.
 - مطلع العام 2014، شاركت بعثة إسرائيلية برئاسة وزير الطاقة، سيلفان شالوم، في مؤتمر الدورة الرابعة للجمعية العامة لـ»المنظّمة الدولية للطاقة المتجدّدة» في أبو ظبي، والذي حضرته 151 دولة من مختلف أنحاء العالم، فيما قاطعته الكويت بعد احتجاجها على مشاركة إسرائيل فيه.
- عام 2015 كان عاماً مفصلياً في العلاقات بين الجانبين؛ إذ افتُتحت فيه أوّل ممثلية دبلوماسية إسرائيلية في الإمارات تحت مظلّة عضوية تل أبيب في «الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة» (IRENA) التابعة للأمم المتحدة.
وفي العام نفسه، أحيا الحاخام اليهودي، شالوم ديكشتاين، لأول مرّة، عيد «الحانوكا» (الأنوار) في أبو ظبي.
عام 2019، أعلنت إسرائيل تلقّيها دعوة للمشاركة في «إكسبو دبي 2020» بشكل رسمي
- عام 2016، وصل وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، إلى أبو ظبي، في زيارة سرّية التقى خلالها مسؤولين في الإمارة، وبحث معهم سبل التصدّي لإيران.
-عام 2017، شاركت الإمارات مرّتين في مناورات جوية مع سلاح الجو الإسرائيلي والأميركي والإيطالي واليوناني.
-عام 2018، زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، الإمارات، على رأس وفد رياضي من تل أبيب، كان يشارك في بطولة الجودو «غراند سلام» في أبو ظبي.
 وقد سُمح لعناصر الوفد بالدخول بجوازات السفر الإسرائيلية، وإظهار رموزهم وأسمائهم على بطاقات التعريف الخاصة بهم. وفي هذه الزيارة، رُفع العلم الإسرائيلي في البلاد، وأُنشد النشيد الرسمي «هتكفا» (الأمل)، في ما اعتبرته إسرائيل «تأريخاً لمرحلة مهمّة من تطبيع العلاقات بين الجانبين».
- عام 2019، أعلنت إسرائيل تلقّيها دعوة للمشاركة في «إكسبو دبي 2020» بشكل رسمي.
 وبحسب ما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت في 6/11/2019، فإن رئيس جهاز «الموساد»، يوسي كوهين، هو مَن نَسّق مع الإماراتيين مسألة مشاركة الإسرائيليين في المؤتمر والسياحة في دبي، بعد دخولهم البلاد بجوازات سفرهم الإسرائيلية.
وفي العام نفسه، بحثت إسرائيل مع عدد من الدول الخليجية، على رأسها الإمارات، توقيع «اتفاق اللا حرب».
 - عام 2020، شارك فريق إسرائيلي لركوب الدرّاجات الهوائية في مسابقة إماراتية تحت اسم «طواف الإمارات 2020»، أقيمت في شهر شباط/ فبراير الماضي.
وفي شهر حزيران/ يونيو الفائت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، توقيع تفاهمات مع الإمارات للتعاون المشترك في مواجهة جائحة كورونا. وقبل ذلك الإعلان، كانت الإمارات قد أرسلت طائرات مساعدات طبّية إلى إسرائيل، وطائرتين اثنتين للسلطة الفلسطينية التي رفضتها بدورها.
 كما كانت لافتة، في الشهر نفسه، مقالة السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والتي خاطب فيها الإسرائيليين، مستجدياً إيّاهم الحفاظ على «الحلف المقدّس» مع دولته.
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، وقّعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية على اتفاق تعاون مع شركة «Group 42» الإماراتية. وأخيراً، في تاريخ 13/8/2020، أعلنت إسرائيل والإمارات التوصّل إلى «اتفاق سلام»، على أن تُوقّعا عليه خلال الأسابيع المقبلة برعاية أميركية.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت