الأمام (علي ) ضمير الرواية العربية !!

بقلم: عبدالواحد محمد

عبدالواحد محمد
  • بقلم : عبدالواحد محمد

لا ريب يجسد الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه  ثورة حقيقية في الشكل والمضمون الإنساني  القائم علي الحوار الضمني بكل ملامح وسمات الفتي القريشي  أبن القبيلة العربية ذو الأهداف الفكرية والتأملية  والإنسانية  المتجذرة في الموهبة والإبداع  الفطري الذي جعل منه  فتي الإسلام الأول بلا منازع في رحلة صعوده منذ نعومة أظافره حتي  كتب علي جبين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم أعمق فلسفات  الحكمة والقوة والفداء بل تألق خارج حدود الفكر التقليدي  في عصره  برحابة صدر وشفافية روائي عالمي  امتلك مفاتيح الحنكة  والتسامح  والقوة البصرية والجسدية والنفسية  التي سبقت علم النفس  علي يد مؤسسه فرويد النمساوي  بقرون عديدة في فهم الآخر!

 بل ترك رسائل  عديدة من المعاني التي تزداد بيننا يوما بعد يوم ضياءا وعبيرا نلتحف به في رحلة كل أسفارنا اليومية والقدرية  والتي ترسم حلم له خطوط عريضة وضمير لا تغريه  ولم تغريه كل كنوز العالم !!

وقد قال المصطفي محمد عليه أفضل صلاة وسلام (أنا مدينة العلم وعلي بابها) في سياق من رواية تنبض بكل آيات الصدق في  شخص علي كرم الله وجه والذي أنبري منه المعني الذي يكتب علي أبواب الإنسانية ألف حكاية ورواية تؤكد فطنته في كل أطوار حياته التي لم تفتتن بمغرياتها وجاهها  وسلطانها  وعزها والتي هي بالفعل أعمق رواية ربما عرفها التاريخ الإنساني !!

ونعيش في رواية علي بن أبي طالب بكل مشاعر تشتاق إلي المعني الذي يبصرنا في ألفيتنا الثالثة والتي هي ألفية رقمية  تجلت فيها  كل صور العولمة التي منحتنا من وسائطها الرقمية  وعلي رأسها  الفيسبوك   ربط روائي بين عصر علي بن أبي طالب وعصرنا عصر الرواية العربية  وكل الأحداث اليومية  عبر الميديا والفضائيات التي لا تعرف نوم !

والتي  استلهمت منه كاتب تلك السطور الروائي العربي عبدالواحد محمد نبض وفيض روائي بين كل معاني الحكمة والخير والقوة  وسط صراع العقل وفتتن الحياة التي تبلورت لدي علي الأمة في زمنه  وما استوقفني  بفيض تلك المعاني والتي بدت بالفعل حوارا روائيا بينه وبين قمم فكرية وإسلامية  عربية كان فيها صوت الرواية العربية بكل ما وضع الله فيه من مواهب وسمو في الفكر والفضيلة  ليكتب عبر روايتنا العربية علي إمام المتقين  تلك المشاهد الروائية بينه وبين الآخر!

وتلهمنا تلك الرواية الكثير في شخصية علي عندما فتح المسلمون بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وكانت بلاد حضارات وتجتمع فيها الثروة والمال والأرض البكر وكانت الآراء  التي صدرت من عبدالرحمن بن عوف  وطلحة بن الزبير وغيرهما  من قادة الأمة في تلك الحقبة الزمنية بتقسيم الأرض  بين  أهلها والأرامل لكن علي قال  يجب أن تمنح الأرض لم يزرعها  لأنه أحق بذلك ومن ثم تعود الفوائد علي الجميع بشكل  فيه بعد عميق لرؤية روائي لم ينحاز إلي أهواء يقع فيها العلوج !

والعلوج هما رجال العجم من الغرباء عن الأرض العربية  ومن بين ما عرف به علي من فراسة  وقد وروي الإمام جعفر الصادق  عن جده الأمام علي ( أتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة قد تعلقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه فلما لم يساعدها احتالت عليه فأخذت بيضة فألقت صفرتها وصبت البياض علي ثوبها وبين فخذيها ثم جاءت بالشاب إلي عمر صارخة فقالت ( هذا الرجل غلبني علي نفسي وفضحني في أهلي وهذا أثر فعاله )

فسأل عمر النساء فقلن له ( أن ببدنها وثوبها أثر المني )

فهم عمر بقوبة الشاب  فجعل الشاب  يستغيث ويقول ( يا أمير المؤمنين تثبت في أمري  فوالله ما أتيت بفاحشة ولا هممت بها  فلقد راودتني عن نفسي  فاعتصمت فقال عمر رضي الله عنه لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( يا أبا الحسن ما تري في أمرهما ؟

فنظر علي كرم الله وجهه إلي المرأة يقرأ صفحة وجهها ونظر إلي ما علي الثوب  ثم  دعا بماء حار شديد الغليان فصبه علي الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه واشتمه وذاقه فعرف رائحة البيض  وطعم البيض  وزجر المرأة فاعترفت ! فأطلق الشاب البرئ  وأقيم علي المرأة حد القذف !

وفي سطور علي كرم الله وجهه صفحات عديدة ومتميزة في محراب الحياة والتي شكلت فكره الألمعي بل شكلت من معانيه فكرا روائيا عبقريا لكن من يبحث عن الألف معني وقصيدة في شخصية الأمام علي فارس الرواية العربية بلا منازع وقد توقفت عند تلك المعاني  التي خرجت من رحم علي أمام المتقين عندما شكا يهودي عليا  إلي عمر بن الخطاب  وكان عمر شديد الحرص علي المساواة بين الخصوم  في القضاء  فقال  لعلي ( ساو خصمك يا أبا الحسن  فوقف علي إلي جوار اليهودي  أمام عمر . وعندما قضي عمر وانصرف اليهودي  قال عمر ( أكرهت يا علي أن  تساوي خصمك ؟ فقال بل كرهت أن تميزني عنه فتناديني بكنيتي ( أبو الحسن )

فشخصية علي كرم الله وجهه كانت  دوما ودائما محل تقدير بل كانت جامعة  فيها الرواية الإنسانية   مصدرا من مصادر البناء والإبداع الفكري الحر الذي تفردت فيه العديد من سمات علي الذي مازال بيننا ملهما ومبدعا لكل رواية عربية تكتب من دجي الليل وشروق شمس !!

عبدالواحد محمد

روائي عربي

جمهورية مصر العربية

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت