- د. خالد معالي
في حفظ الله ورعايته ووسط ابتسامة – قهرت سجنا- وساخرة من ممارسات وظلم الاحتلال، توجه شيخ الاقصى الشيخ رائد صلاح الى السجن صباح اليوم الاحد 16/8/2020 وقام بتوديع وتقبيل رأس أمه بداية، ومن ثم وسط المئات من انصاره وهتافات العزة والكرامة، دخل سجن الجلمة، ليقضي حكما بالسجن الظالم لمدة 17 شهرا.
وبابتسامة الواثق بنصر الله وهو يساق إلى السجن؛ ومستهزئا بهم وبأسلحتهم، وساخرا من بطشهم، سجل الشيخ رائد صلاح انتصاراً معنوياً جديدا فريداً على سجانيه وأعدائه؛ وهم ما عرفوا انه بسجنه؛ يزيدونه قوة وصلابة، ويشعلون قلوب المخلصين بحب المسجد الأقصى من جديد، وما احاطة المئات به من انصاره، وغيرهم، الا خير دليل وهو متوجه للسجن.
هل إعادة تكرار اعتقال الشيخ رائد صلاح – شيخ الأقصى - سيساهم ويعزز من أمن الاحتلال؛ أم أنه سيعري ويكشف أكثر غطرسة وخوف وقلق الاحتلال من القادم!؟ بات الاحتلال يخاف من كلمة الشيخ، وهذا دليل ضعف وليس قوة.
ظن الاحتلال أنه بسجن رجل مثل الشيخ؛ يمكن أن يواصلوا استهداف المسجد الأقصى بكل أريحية دون ضجيج أو مقاومة؛ ولكنهم يكابرون، فكل فلسطيني هو الشيخ رائد صلاح، وكل ضربة لا تميت تزيد الشعب الفلسطيني قوة، وشيخ الاقصى لم يعد رجل بشخصه بل رمزا لكل فلسطيني متشبث بارضه.
يا شيخ الأقصى، روحك ما يهمها اعتقال؛ وإن كانوا حبسوا جسدك؛ فإن ما عملته وسننته للجيل الفلسطيني الحالي في كيفية الدفاع وحماية المسجد الأقصى وتطوير ذلك؛ يعد مدرسة متوارثة تتعلم منها الأجيال، تجعل الاحتلال لا يهنأ باحتلاله، وتقرب ساعة زواله والتي بات اقرب مما مضى.
لماذا يلاحق الاحتلال رجل مثل الشيخ صلاح، لان القوي بالحق لا يخاف، والضعيف المهزوز القائم على الباطل؛ هو الذي يخشى القوي؛ ولذلك يلاحقه بالاعتقال؛ وما علم الاحتلال ان الحق يعلوا ولا يعلى عليه.
الشيخ والحركة تزداد قوة رغم حظرها؛ فكلما زاد الاحتلال من ملاحقة واعتقال الشيخ صلاح، رمز الحركة الإسلامية بالداخل المحتل عام 1948، فان قوته تزداد بافكاره وصحتها والا لما كان سجنه الاحتلال.
تكرار الاعتقال، هل أثنى الاعتقال الشيخ صلاح عن القيام بواجبه ودوره المنوط به!؟ فقد تعرض الشيخ صلاح عدة مرات للتحقيق والاعتقال كان آخرها في أيار/مايو 2016، حيث اعتقل لمدة 9 أشهر بتهمة التحريض في خطبة وادي الجوز، وأفرج عنه في كانون الثاني/يناير 2017.
اعتقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية؛ فضح وكشف كيان الاحتلال التي بانت عورته منذ زمن طويل، ؛ فكيان يدعي أن جيشه لا يقهر؛ لا يطيق ولا يقدر على تحمل أن يرى الشيخ يوضح ويكشف ما يجري في القدس المحتلة؛ حيث يهدف الاحتلال من سجن الشيخ؛ لتغييبه وتغييب مليار ونصف مليار مسلم؛ عما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل استمرار مخططات التهويد.
رجل بأمة؛ فالشيخ يقول بصراحة وكل قوة وثقة:"أنا أدخل السجن بمشيئة الله، وليس بمشيئة "نتنياهو" "، فالثقة بالنصر هي سمات الشيخ رائد صلاح؛ الذي اعتبر وأكد أن عملية سجنه لن توقف مسيرة الدعم والتأييد التي تبنتها الحركة الإسلامية والفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 للمسجد الأقصى لحمايته حتى كنس الاحتلال.
حالة من الوعي؛ اوجدها الشيخ رائد صلاح، بحب المسجد الأقصى جعله ينمو ويقوى مع مرور الزمن، وإدراك وخطورة المخططات بحق القدس المحتلة وأولى القبلتين؛ والتي كان لها دور ملموس وكبير التركيز على المسجد الاقصى والقدس المحتلة.
بالمحصلة النهائية يبقى الشيخ صلاح حالة متميزة، ويجب دراسة هذه الظاهرة، وتنمية طريقته في مقاومة الاحتلال وتعميمها، فهذا يعني بالضرورة انه أزعج أو اقلق الاحتلال، والا لما كان قد سجنوه مرة تلو أخرى، وهو ما يعني ان الشيخ يسير في الطريق الصواب، والاحتلال هو الظالم والمجرم الذي ما عاد يتحمل الكلمة، وهو بكل المقاييس مؤشر لتراجع الاحتلا ل على مختلف المستويات، والذي يقود لاضعافه ومن ثم كنسه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت