- سهيله عمر
نحن في قطاع غزه نعيش ظروف صعبه جدا في ظل تدهور جدول الكهرباء وصولا ل 16 ساعه فصل مقابل 4 ساعات وصل بعد توقف وصول المنحه القطريه للوقود لمحطه التوليد للكهرباء
هناك تساؤل يراود الجميع لماذا لا تشتري سلطه طاقه غزه التابعه لحماس وقود من مصر للمحطه كما يتم استيراد وقود للمولدات والسيارات من مصر. علما ان حركه حماس تضع ضرائب على وقود المولدات الخاصه ليصل سعره كسعر الوقود الاسرائيلي شاملا ضرببه البلو وهذا ما يرفع تسعيره الكيلو وات ساعه للمولدات الخاصه لاربعه شيكل مقابل تسعيره سلطه الطاقه الرسميه نصف شيكل. اي ان المواطن من يدفع هذه الضريبه الباهضه للوقود ومن يستفيد عمليا هو من يحصل الضرائب.
لكن بما ان سلطه طاقه غزه وشركه التوزيع للكهرباء هي مؤسسات حكوميه تسيطر عليها حركه حماس. فحتما لا يجب فرض ضرائب على اي وقود للمحطه يصل لمصر خاصه ان حكومه حماس كانت اساسا ترفض شراء الوقود للمحطه من اسرائيل بحجه ضريبه البلو. فليس معقول ان ترفضها من اسرائيل بينما تفرضها على الوقود المستورد من مصر لانها هي من تحصل الضرائب. ولهذا يتم الترويج للمولدات الخاصه وكأنها بدليل لخدمات شركه الكهرباء للتوزيع. لانه باختصار المواطن من يدفع الضريبه هنا. والمواطن العادي حتما لا يستطيع
وتم طرح تساؤل لماذا لا يتم استيراد وقود من مصر لتشغيل المحطه على الناطق باسم شركه الكهرباء للتوزيع بمداخله تليفونيه في قناه الكوفيه. فجاء رده ان شركه الكهرباء للتوزيع لا يوجد لديها جبايه كافيه لشراء الوقود من مصر. فمصر تريد اموال كاش للوقود وسيصل سعر الوقود لتشغيل مولد واحد حوالي 12 مليون شيكل شهريا. ومن ثم الشركه تنتظر منح دوله قطر لدعم وقود المحطه مجانا.
انا شخصيا توقعت الاجابه ونفس الوقت تفاجأت منها. فمعروف ان رد شركة الكهرباء للتوزيع لدي اي سؤال عن سبب عدم شراء وقود هو عدم توفر جبايه وان سعر الوقود غالي .
وانا اود ان ارد علي تصريحه على ضوء ما ذكرته مسبقا.
اولا معروف انه من حوالي سنتين كانت شركه الكهرباء للتوزيع لا تدفع اي ثمن للوقود بالمحطه لانه ياتي مجانا كمنحه من قطر ضمن اتفاقات التهدئه مع اسرائيل. ولهذا توقف الاتفاقات الان هو ما حال وصول المنحه القطريه. اي انه كان مشروطا بثمن سياسي هو التهدئه. وبما ان السلطه الفلسطينيه هي من كانت تدفع تكلفه الكهرباء عبر خط 120 ميجاوات من اسرائيل وايضا اي كهرباء تصل من مصر. لذا كان دور شركه الكهرباء للتوزيع عبر عامين متواصلين هو تحصيل الجبايه من المواطنين بدون ان تدفع تكلفه الكهرباء التي تصلها وتوزعها وتحصل فواتيرها.فكيف لا يوجد اموال كافيه لشراء الوقود؟؟
ثانيا التكلفه المتوقعه التي اشار اليها المتحدث باسم شركه الكهرباء للتوزيع لتشغيل مولد واحد بوقود مستورد من مصر هو نفس الرقم الذي كانوا يقولونه انه يكلفهم لاستيراد وقود من اسرائيل شاملا ضريبه البلو ولهذا كانوا يرفضون شراء الوقود من اسرائيل. وارجعوا لتصريحاتهم الاعوام السابقه لدى تفاقم ازمه الكهرباء للتأكد. ومعروف ان الوقود المصري ارخص باضعاف المرات من الوقود الاسرائيلي لكن ما يرفع سعره بقطاع غزه هو الضرائب. وبما ان من بحصل الضرائب في قطاع غزه هي حكومه حماس وحتما مفترض ان تعفي اي وقود للمحطه من مصر من الضرائب لان باختصار زيتهم بدقيقهم. فكيف ممكن ان تصل تكلفه تشغيل مولد بوقود مصري هي نفسها تكلفه تشغيله بوقود اسرائيلي شاملا ضريبه البلو ؟
ثالثا كيف من الاساس تتسبب ايقاف المحطه التي كانت تغذي القطاع بحوالي 60 ميجا وات بمنحه وقود قطريه في حين يصلنا حوالي 120 ميجا وات من اسرائيل وحوالي 20 ميجا وات من مصر تدفع تكلفتهم السلطه في تدهور الجدول من 8 ساعه قطع مقابل 8 ساعات وصل الى 16 ساعه قطع مقابل 4 ساعات وصل وفي ظل حظر التجول، اي ان جميع المؤسسات الخاصه والحكوميه مغلقه وايضا المساجد مغلقه. اي ان الحمل مفترص قد قل كثيرا ومع هذا تجد الجدول يسوإ اكثر فاكثر.
كل هذه التساؤلات مشروعه وبحاجه للتوضيح. واضح ان ازمه الكهرباء رهن نجاذبات سياسيه ولا تخضع للرقابه والشفافيه.
الى كافه المسؤلين فيما يخص قطاع الكهرباء بقطاع غزه. ارحموا من بالارض يرحمكم من السماء. من بكل هذا العالم ممكن ان يطيق 16 ساعه فطع في هذا الحر وفي ظل ازمه كورونا وبوجود حظر تجول يفرض على المواطن المكوث بالبيت. وزياده على هذا لا ننام الا على اصوات الزنانات والصواريخ التي تهدد حياتنا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت