- بقلم : سري القدوة
الأربعاء 2 أيلول / سبتمبر 2020.
تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية على الارض بين ابناء الشعب الفلسطيني عامل ايجابي ومهم ويساهم في انهاء حالة الانقسام البغيض ووضع حد لمصالح البعض الشخصية والفئوية التي لا تخدم الا اعداء الوطن ولذلك لا بد من أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان إلى العمل على تجسيد الوحدة والتكاتف والتضامن والتعاضد واستمرار بذل كل جهدٍ ممكن لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على الأرض لمواجهة مُخططات الضم والأبرتهايد مع اهمية المُشاركة الجماهيرية الواسعة في فعاليات المُقاومة الشعبية على الأرض ضد الاستيطان الاستعماري .
إن عقد اجتماع للأمناء العامين لفصائل العمل الوطني كافة، برئاسة الرئيس محمود عباس، هو محطة جديدة في مسيرة الوحدة الوطنية ونموذج من الممكن البناء عليه لإنهاء واقع التفرقة بين قطاع غزة والضفة وإعادة عجلة العمل الوطني والوحدة والوصول بالقضية الفلسطينية الي بر الامان وكل فلسطين تتطلع الى نجاح عقد هذا اللقاء لما له من اهمية من اجل تأسيس مرحلة وعهد فلسطيني جديد .
ومن المقرر أن يشارك في الاجتماعات أيضا الأمناء العامون الموجودون خارج الوطن عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وهي المرة الاولى منذ الانقسام الفلسطيني التي يتم فيها عقد مثل هذا الاجتماع، وبكل تأكيد سيشكل انطلاقة داعمة لموقف وطني جامع متكامل لإفشال صفقة القرن ومشروع الضم وتهيئة الظروف لإنجاز المصالحة الوطنية وتجسيد الشراكة المرتكزة على أساس انجاز المشروع الوطني المتمثل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 67 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها وفق قرارات الشرعية الدولية.
وفي ظل ذلك لا بد من تجسيد ودعم الموقف الوطني الجامع للقيادة الفلسطينية على اساس رفض القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لكل المخططات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها ما يسمى بـصفقة القرن، ومخططات الضم الاسرائيلية، والتمسك بمبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية كأساس لحل الصراع العربي الاسرائيلي .
لقد جسدت جماهير شعبنا البطلة مواقف الوحدة والصمود في تصديها للمحتل وخاصة في القدس ووقفت بمسؤولية ووطنية عالية لتتحمل كل محاولات الاحتلال الهادفة إلى تدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية في المدينة واستمرار التطهير العرقي ومحاولات تفريغ عاصمتنا من أبنائها الصامدين المرابطين القابضين على الجمر، واستمرار العدوان الاسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإتباع سياسة القهر والإذلال اليومي وتنفيذ قرارات صفقة القرن الامريكية في واقع مرير لا يمكن ان يتحمله اي انسان .
وأمام ممارسات الاحتلال التهويدية وسرقة ما تبقي من الاراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان ومشاريع صفقة القرن الامريكية تبقى مسؤولية الوحدة وتجسيدها هي امانة في اعناق القيادة الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطيني ينظر الي هذا الاجتماع بمسؤولية عالية من اجل انهاء هذا الفصل الاسود من تاريخ شعبنا، وتجسيد الوحدة وتجاوز كل خلافات الماضي والعمل بكل جهد لحماية انجازات الثورة، وحماية تاريخ شعب فلسطين ومقدراته وارثه الكفاحي والوطني، وتوحيد فلسطين الارض والإنسان واستعادة الوحدة الفلسطينية.
اننا بحاجة ماسة وإمام كل هذه التحديات للاستفادة من تجارب الوحدة والاستجابة للمواقف الجماهيرية وتعزيز العلاقات الوطنية وتجسيدها على المستوى الجماهيري بعيدا عن استغلال الاحتلال وحكومة اليمين العنصري الاسرائيلي المتطرف لأوضاع الانقسام، مع اهمية الاعلان عن موعد وزمان ومكان المؤتمر الجماهيري ضد سياسة الضم الاسرائيلية في قطاع غزة واستمرار الجهود لتجسيد حقيقي للوحدة الوطنية الفلسطينية عمليا على ارض الواقع.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت