شاركت دولة فلسطين ممثلة برئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور في إجتماع المنصة الوزارية الافتراضية حول التعافي المرن والمستدام من جائحة كورونا وبمشاركة مدير عام المشاريع والعلاقات الدولية احمد ابو ظاهر، ونضال كاتبه نقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في سلطة جودة البيئة.
ويأتي الاجتماع الافتراضي الذي عقد من خلال تطبيق زووم ، بمبادرة ودعوة من وزارة البيئة اليابانية والأمانة التنفيذية لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ وبمشاركة 72 دولة.
و تناول الاجتماع أخطر التحديات التي يواجهها العالم اليوم كجائحة كورونا وظاهرة تغير المناخ التي تؤثر آثارها الخطيرة والكارثية على الأمن والسلم العالمي وعلى مختلف القطاعات التنموية وعلى البيئة مما يتطلب ضرورة توحيد وتضافر الجهود الدولية لمكافحتها والتعامل معها بحكمة وتصميم.
وأشار المطور الى الآثار الخطيرة التي تعاني منها فلسطين نتيجة ظاهرة التغير المناخي ، مؤكدا بأن دولة فلسطين تولي اهتمام كبير للتعامل مع الظاهرة من خلال الجهود الموصولة التي تبذلها القيادة والحكومة الفلسطينية و مشاركة فخامة الرئيس محمود عباس في التوقيع على اتفاقية باريس بتاريخ 22 ابريل 2016 في نيويورك وكانت فلسطين من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على الاتفاقية.
وأضاف بان الخطة الوطنية للتعامل مع تغير المناخ في فلسطين تتضمن تقرير المساهمات المحددة وطنيا وتشمل مشاريع بقيمة اجمالية 14 مليار دولار ، ودولة فلسطين بحاجة ماسة للحصول على الدعم والمساندة من المجتمع الدولي للتمكن من تنفيذ هذه الخطط الطموحه. وخاصة ان جائحة كورونا ضاعفت من التحديات الوطنية بسبب آثارها الكبيرة على الوضع الاقتصادي وبشكل خطير وغير مسبوق.
وركز المطور في كلمته على أن دول العالم استطاعت خلال فترة قياسية تجنيد مبالغ قياسية تقدر بحوالي عشرة تريليون دولار خلال عام واحد للتعامل مع الاثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا بينما فشلت دول العالم وعلى مدى عقود من فعل الشيء نفسه للحد من ظاهرة تغير المناخ وتداعياتها الخطيرة. فعلى مدى 25 عام من عمر اتفاقية تغير المناخ ومنذ العام 1994 وحتى تاريخه فما زالت انبعاثات غازات الدفيئة في تزايد مطرد مما انعكس بشكل واضح جدا على الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة وتزايد الأحداث المتطرفة في الطقس من جفاف وفيضانات واعاصير وحرائق في الغابات بشكل غير مسبوق مما كان لها آثار كارثية ومدمرة على النظام البيئي الطبيعي والنظم الاقتصادية والاجتماعيه وكان له تأثير خطير على حياة البشر ومستقبلهم.
وتطرق إلى أن العديد من الظواهر المناخية التي كان من المتوقع حدوثها في العام 2100 بدأنا نشاهدها تحدث أمام أعيننا اليوم وذلك يدل بوضوخ على أن أسوأ السيناريوهات المناخية التي توقع العلماء حصولها هي في الحقيقة ما ينتظر العالم وليس أدل على ذلك من درجات الحرارة القياسية في سيبيريا وحرائق الغابات فيها حيث وصلت درجة الحرارة فيها الى 38 درجة مئوية.
ودعا المطور إلى ضرورة الأخذ بيد جميع دول وشعوب العالم لتجاوز هذه المحنه مع أهمية ايلاء الاهتمام الخاص بالدول والشعوب التي تعاني من الإحتلال الذي يؤدي بإجراءاته التعسفية والغاشمة الى تفاقم خطورة الاثار الكارثية لجائحة كورونا وظاهرة تغير المناخ.
وبين بأن القيادة الفلسطينية أعلنت حالة الطوارئ منذ بدايه شهر مارس واوعزت للجهات المختصة بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحد من الآثار الكارثية للجائحة. وقد اتخذت الحكومة العديد من القرارات الصارمة والتي تشمل الاغلاقات العامه والحد من الحركة والتنقل وفرضت إجراءات التباعد الاجتماعي مما كان له أثر كبير جدا وكلفة تتجاوز قدرة الحكومة على تحملها دون دعم ومؤازرة من المجتمع الدولي ولقد كان للمساهمة المشكورة من قبل القطاع الخاص الفلسطيني في تخفيف معاناة محدودي الدخل والعائلات الفقيرة والمهمشة والمتعطلين عن العمل نتيجة الجائحة والتي لها أثر كبير على الحد من الآثار السلبية للجائحة وتبعاتها على المجتمع الفلسطيني.
وأكد المشاركون في الإجتماع على أهمية التحرك السريع والفعال للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ بكفاءة وفاعلية وضرورة توفير كافة الإمكانيات للحد من التأثيرات الخطيرة على الانسان وعلى النظم الاقتصادية والاجتاعية والنظم البيئية الطبيعية في الوقت الحالي وفي المستقبل القريب.
و هدف الاجتماع الى تبادل الخبرات بين الدول حول الاجراءات والتدابير المتخذة والهادفة إلى بناء نظام اجتماعي اقتصادي مستدام ومرن، و لفت الأنظار حول الخيارات السياساتية الفعالة لإدارة المخاطر المتعددة مع ضرورة عدم ترك أي دولة أو شعب دون دعم ومساندة بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة تغير المناخ وتعزيزها.