كم كانت عمولتك سيد توني بلير

بقلم: تيسير خالد

تيسير خالد.JPG
  •  بقلم/ تيسير خالد

توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ومبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام يكشف كيف ساهم بشكل كبير في انجاز اتفاق التطبيع الاسرائيلي الاماراتي. ففي مقابلة له مع صحيفة اسرائيل اليوم قدم نفسه بأنه كان وسيطا بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، حيث تنقل حسب ادعائه بين لندن وأبو ظبي ونيقوسيا لعقد سلسلة لقاءات سرية مع المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص الأسبق لنتنياهو ووزير في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. اللقاءات السرية عقدت بين العام 2015 والعام 2018، أي الى حين التنحي القسري لمستشار رئيس الحكومة نتنياهو ومبعوثه الخاص الذي نسبت له شبهات فساد في صفقة الغواصات والمعروفة بـالقضية 3000، بعد ان كانت قد توقفت خمس سنوات بسبب قيام إسرائيل باغتيال القيادي في حركة “حماس”، محمود المبحوح، في كانون الثاني/ يناير عام 2010 في أحد فنادق إمارة دبي.

توني بلير كان سمسارا محترفا فقد كان يتلقى أموالا طائلة من دول عدة ( خليجية بالتأكيد ) وشركات عالمية مختلفة ( بينها اسرائيلية ) عندما كان مبعوثا للرباعية في الشرق الأوسط حيث كان يستغل المنصب الدبلوماسي الدولي لتحقيق منافع شخصية لمؤسسته الاستثمارية للاستشارات الخاصة، التي كانت على علاقة مع رسميين على مستوى عال في دول خليجية معروفة. وهو فاسد الى ابعد الحدود، وكثيرا ما أعادت صحف في كل من بريطانيا واسرائيل الى الأذهان قصة علاقة “صداقة متينة” للسيد توني بلير مع اوفرا شتراوس، وهي واحدة من أغنى النساء في اسرائيل ورئيسة لمجموعة شركات شتراوس، عملاق صناعة الاغذية في اسرائيل.

والسيدة شتراوس ليست الاسرائيلية الثرية الوحيدة التي حاول بلير التقرب منها . فقد تقرب من شاري اريسون، وهي مليارديرة وارثة تمتلك بنك “هبوعليم” الاسرائيلي، وقد عرض عليها وحاول اقناعها من أجل أن تستثمر في الأراضي الفلسطينية، وكأنها مزرعة تابعة للتاج البريطاني بوكالته. بقي بعد هذا كله ان يقول لنا توني بلير كم كانت عمولته في دوره الوسيط بين الامارات العربية واسرائيل حسب ادعائه ومن الذي دفع تلك العمولة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت