- بقلم : سري القدوة
السبت 12 أيلول / سبتمبر 2020.
بات من الضروري قيام الحكومة الفلسطينية في وضع استراتجية وطنية شاملة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة ووضع الخطة الوطنية لتشمل تعزيز المؤسسات الفلسطينية القائمة وتهيئتها للتعامل مع كل الاحتمالات والتحديات التي ستترتب على عملية الضم التي ستقوم بها سلطات الحكم العسكري للأراضي المحتلة والرد عليها بما في ذلك ضمان توفير احتياجات المواطنين الفلسطينيين المختلفة وأن تقوم القيادة الفلسطينية وعلي رأسها منظمة التحرير الفلسطينية بالتحرك السياسي العاجل ووضع الية للتحول من السلطة الى الدولة وضمان دعم الدولة الفلسطينية من خلال الدول التي تعترف بدولة فلسطين اعترافا كاملا والبالغ عددها 132 دولة والتشاور معها وتشكيل اكبر فريق عمل دبلوماسي للقيام بجولات دولية وعربية هدفها شرح جرائم الاحتلال والأولوية الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية وحث دول العالم على تقديم الدعم المالي لتعزيز الصمود الفلسطيني ودعم الاقتصاد الوطني وضرورة تدخل المجتمع الدولي لفرض عقوبات ملموسة على دولة الاحتلال العنصري .
إن مخططات ما يسمى صفقة القرن ليست بالجديدة على الشعب الفلسطيني وإنما جاءت استكمالا للمشروع الصهيوني الاستعماري الذي يهدف الي قتل الحلم الفلسطيني ومنع قيام الدولة الفلسطينية بأي ثمن واستمرار ممارسة التنكيل وإرهاب دولة الاحتلال لنشر المزيد من الكراهية والعنصرية والتطرف ضد الشعب الفلسطيني فكراهية نتنياهو وعنصريته وتمسكه بالاحتلال الاستيطاني جعلته يمعن في دعم التطرف والإرهاب الدولي من خلال التكتل اليميني العنصري وفقا لنموذجه الارهابي الخاص وكل هذا يتناغم لتحقيق حلمه واستمراره في تمسكه بالاحتلال والاستيطان ومشاريعه الوهمية.
ان السلطة الوطنية الفلسطينية جاءت نتيجة اتفاق اعلان المبادئ في اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال على اساس اعلان المبادئ وتنتهي بقيام الدولة الفلسطينية ووقف العالم اجمع شاهدا على هذا التوقيع وقيام اغلب دول العالم بدعم هذه الخطوات لإحلال السلام بالمنطقة واهم هذا الدعم تمثل في توفير المستلزمات الاساسية لقيام وبناء المؤسسات الفلسطينية التي رعتها اغلب دول العالم وخصوصا دول الاتحاد الاوروبي، وان هذا الدعم المستمر والا محدود وفر بناء مؤسسات شاملة وقوية من اجل الانفكاك عن الاحتلال ومساعدة الشعب الفلسطيني ببناء دولته بعد سنوات مريرة من الصراع والتناحر وحان الوقت الان للتقدم الى الامام والاستقلال الوطني الشامل بعيدا عن الاحتلال وإعلان قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة ومطالبة المجتمع الدولي بإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من مخاطر الاعتداءات اليومية بحق ابناء الشعب الفلسطيني وممارسة الارهاب الاسرائيلي المنظم بحقهم.
مما لا شك به اننا نشهد مرحلة جديدة بكل تفاصيلها بعد اتخاذ القيادة الفلسطينية قرارات واضحة بشان الغاء اتفاقيات اوسلو وأهمية وضع الترتيبات والإستراتجية الشاملة للتحول من السلطة الي الدولة عبر اهمية تشكيل مجلس الدولة التأسيسي وعقد المجلس الوطني الفلسطيني ووضع دستور للدولة فمرحلة اوسلو انتهت ومخطئ من يعتقد ان اللسلطة او القيادة ستترك الامور الي العودة لوضع ما قبل اسلو ولا بد من القيام بحصد نتائجها السياسية وضرورة اتخاذ الخطوات السياسية للإعلان الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني والأراضي المحتلة منذ عام 1967 وفقا للقرارات الدولية والمتخذة بهذا الشأن وأن السلطة لن تكون جزءاً من استمرار الاحتلال حيث يسعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تحويل السلطة إلى سلطة هزيلة وقتل الحلم الفلسطيني وان كل الخيارات باتت مفتوحة امام ضرورة مواجهة من يريد قتل الشعب الفلسطيني وانتحاره ومصادرة حقوقه ومنع قيام دولته.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت