أعلنت منصّة "آي بالستاين" الدولية، الداعمة لفلسطين، عن إغلاق أبوابها، وسحب أوراق اعتمادها، في العاصمة البريطانية لندن، جرّاء ملاحقات واتهامات إسرائيلية بعملها لصالح فصيل فلسطيني مصنف لديها على قوائم "الإرهاب".
وقالت نور نعيم، مديرة مؤسسة المنصّة، المخصصة لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين، في مقابلة مع وكالة الأناضول، يوم الثلاثاء، إن إغلاق أبواب المنصة، تم أمس الاثنين، جاء بعد تعرّضها لضغوط إسرائيلية كبيرة، أدت في نهاية المطاف لإغلاقها.
وأضافت، إن المضايقات الإسرائيلية للمنصّة والعاملين بها، بدأت منذ نحو 6 شهور، حيث تم محاولة إدراجها كـ"منظّمة تتبع للعمل الإرهابي، أو لفصيل معين".
وأشارت إلى أنها "توجّهت آنذاك لدحض الرواية الإسرائيلية، التي هدفت لتقويض عمل المنصّة، بالإجراءات القانونية".
لكن إسرائيل، أعاد توجيه هذه الاتهامات، مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، مع ممارسة ضغوطات أكبر.
وتابعت "هذه المرة، بسبب قوة الضغوطات والتصنيفات، كونها صادرة عن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، فقد أدت إلى الإغلاق".
وفي 2 سبتمبر/ أيلول الجاري، وقّع غانتس،4 أوامر، بمصادرة أموال وممتلكات تعود لمؤسسات وأشخاص بعضهم يُقيم خارج الأراضي الفلسطينية، وتتهمهم إسرائيل بالعمل لصالح حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ونفت نعيم ارتباط المنصّة بأي "فصيل فلسطيني"، أو عملها لصالحه.
واعتبرت أن الاتهامات الإسرائيلية تندرج في إطار "المساعي الإسرائيلية لتقويض أي عمل يدعم القضية ويعمل على تقوية المجتمع المدني".
وتضرر من هذا القرار، وفق نعيم، عددا من العاملين السابقين في المنصّة، حيث تمت ملاحقتهم ومحاولة التضييق عليهم ومصادرة أموالهم.
وتابعت "مسّ القرار شخصيات عاملة وغير عاملة في المؤسسة، حيث يتعامل الاحتلال وكأنه فوق القانون، ويتم تنفيذ قراراته دون الاستناد للقانون"، دون مزيد من التوضيح.
وأضافت إن إدارة المنصّة ارتأت إغلاقها، في ظل الضغوطات الإسرائيلية، وذلك لحماية شركائها من أن تطالهم هذه الملاحقات، حيث "تلاحق إسرائيل المنظّمات التي تتعامل مع نظيراتها المحظورة لديها".
وتابعت "حرصا على مصالح الشركاء والعاملين معنا، ارتأينا آسفين لإغلاق الباب، وهذا يعتبر إرهابا إسرائيليا؛ فكما يُجبَر المواطن في الضفة الغربية على هدم بيته بيده، أجبرنا نحن تحت الضغوط على إغلاق هذه المنصّة".
وتعمل "آي بالستاين"، بحسب نعيم، التي تأسست نهاية عام 2017 في لندن، على ربط مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني العاملة في "غزة والضفة وإسرائيل"، بالمؤسسات العاملة في الخارج، والدولية؛ وفتح نافذة على المجتمع الدولي لهم.
واستكملت قائلة "بدأنا كشبكة، جمعْنا ضمنها عدد من النشطاء، وكان مجلس الأمناء مكوّن من شخصيات وازنة، ولها باع في العمل الفلسطيني، وهم من دول متنوعة".
وأشارت إلى أن عمل المنصة ركّز على التشبيك "مع منصات وشبكات دولية لدعم منظّمات المجتمع المدني الفلسطينية في جميع أماكن تواجدهم".
ولفتت إلى أن المنصة أصدرت سابقا "الدليل الأول الذي جمع 4500 منظّمة مجتمع مدني، يعملون في 9 قطاعات، وأتاحت لهم فرصة التشبيك مع بعضهم، كما توجّهت للشراكة مع مؤسسات دولية كبيرة كالاتحاد الأوروبي".
وإلى جانب ذلك، قالت نعيم إن المنصّة "ساهمت أيضا في مخاطبة مؤسسات المجتمع الدولية فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها المنظّمات الأهلية في الأراضي المحتّلة".
وفيما يلي نص بيان صحفي صادر عن مجلس إدارة المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين "آي بالستاين":
"آي بالستاين" تقرر إغلاق مكتبها ووقف نشاطاتها وسحب أوراق اعتمادها
21 سبتمبر 2020
لندن - جاء تأسيس المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين "آي بالستاين" كثمرة لجهود مجموعة من الأكاديميين المستقلين ونشطاء المجتمع المدني الفلسطيني، الذين توحدت فكرتهم حول ضرورة تفعيل جهود العاملين في مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والتشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني حول العالم لدعم صمود الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
لقد أخذت "آي بالستاين" على عاتقها مهمة الارتقاء بالمجتمع المدني الفلسطيني من خلال توظيف كافة الطاقات والإمكانيات وتجميع الجهود المبذولة وتفعيلها، ولتحقيق هذه الغاية نفذت عدداً من الأنشطة التي تهدف إلى التشبيك والتنسيق بين مؤسسات وهيئات المجتمع المدني الفلسطيني، والمنظمات العاملة لأجل فلسطين في الداخل وفي الخارج، مشددة على سعيها لتأسيس إطار تنسيقي جامع لكافة المؤسسات غير الحكومية العاملة في الشأن الفلسطيني في كل المجالات.
يذكر أن "آي بالستاين" عقدت العديد من الشراكات مع عدد من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية من أجل فتح قنوات اتصال فيما بينهم، مما كان له أثراً واضحا في إبراز وتطوير أداء المؤسسات المحلية.
إن نجاح "آي بالستاين" وخلال الفترة القصيرة من عمرها في فتح بوابة يلتقي عبرها كل من يسعى إلى دعم منظمات العمل المدني في فلسطين والارتقاء بها، جعلها والقائمين عليها وكل من يتعاون معها من أشخاص ومؤسسات وطنية محلية أو دولية هدفا للعديد من حملات التشويه والتحريض من قبل السلطات الاسرائيلية. هذه الحملة المتصاعدة تأتي في سياق السياسة الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الفلسطيني والدولي عبر اتهامها بالإرهاب والعمل ضمن أجندة سياسية منحازة، وهو الأمر الذي تنفيه "آي بالستاين" جملة وتفصيلا مؤكدة على حيادها وانحيازها فقط للشعب الفلسطيني وحقوقه.
تؤكد "أي بالستاين" من خلال هذا البيان أنها لم تدخر جهداً لإثبات حيادية توجهاتها وقانونية عملها في أكثر من مناسبة، وأنه لم يبق لها بعد تصاعد حملات الضغط التي حالت دون استمرار تقديمها لبرامجها وخططها الرامية للنهوض بمؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني و حرصاً منها بأن لا يلحق بأي من المؤسسات الشريكة في فلسطين وخارجها أذى بسبب هذه السياسة الإسرائيلية التعسفية إلا أن تقوم آسفةً باتخاذ القرار المؤلم بوقف نشاطاتها وبرامجها وسحب أوراق اعتمادها من لندن وإغلاق مكتبها وتسريح العاملين فيها مع استشعارها صعوبة هذا القرار وتأثيره عليها وعلى العاملين.
كما تعبر "آي بالستاين" عن اعتزازها بعمل فريقها خلال تلك الفترة القصيرة من عمرها، وعن أسفها لعدم قدرتها على مواجهة حملة الضغط الإسرائيلية التي لا يمكن بأي حال أن تسجل سوى في سجل ممارسات الاحتلال القذرة والخبيثة وغير الأخلاقية.
إن "آي بالستاين" وإذ تأسف لهذا القرار فإنها تتقدم بالشكر والتقدير لكل من دعم مسيرتها وكان له دوراً في إنجاح عملها، موصية المبادرات والمؤسسات العاملة والمناصرة لفلسطين لاستلهام الفكرة والعمل بشكل حثيث من أجل أعلى مستوى للتنسيق بين مختلف مكوناتها.
المنصة الدولية لمنظمات المجتمع المدني العاملة لأجل فلسطين "آي بالستاين"