توجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها بمناسبة الذكرى العشرين لانتفاضة الأقصى بتحية "الوفاء والعهد لآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين صنعوا بدمائهم الطاهرة وتضحياتهم وبطولاتهم وعملياتهم البطولية النوعية ملحمةً على امتداد الوطن المحتل، أقضت مضاجع الاحتلال والمستوطنين وخلقت عامل استنزاف دائم لهم، كما أربكت قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين".
واعتبرت الجبهة في بيانها " أن شعبنا الفلسطيني فجر هذه الانتفاضة رداً طبيعياً على تصاعد عدوان الاحتلال الصهيوني على الأرض قتلاً وتهويداً واستيطاناً، ونتيجةً حتمية لفشل اتفاقات أوسلو ومشروع الحكم الذاتي الهزيل، ورداً على محاولات إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون آنذاك فرض الاستسلام على شعبنا في كامب ديفيد."
وأكدت الجبهة بأن "انتفاضة الأقصى جاءت لتؤكد على وحدة وتكامل ساحات المقاومة من فلسطين وحتى بيروت ودمشق، وعَبّرت عن إرادة الأمة في وجه دعاة الاستسلام."
وأضافت الجبهة أن" شعباً الذي خاض غمار هذه المعركة المستمرة البطولية بكل تفاصيلها وتضحياتها وآمالها وانجازاتها قادر من جديد على تفجير انتفاضة جديدة أكثر عنفواناً رداً على تصاعد عدوان الاحتلال وعلى خطة صفقة القرن التصفوية، وعلى تطبيع بعض الأنظمة الرجعية العربية الرسمية."
وشددت الجبهة على أن "ما حققته انتفاضة الأقصى من تطور نوعي في تكتيكات المقاومة وعملياتها واستخدام وتطوير أسلحة جديدة وزجها في عنفوان الانتفاضة وفي معركة العودة والتحرير مثل قذائف الهاون والصواريخ ومضادات الطيران، وصولاً لخوض معركة استنزاف لعدة أيام داخل المخيمات ضد جنود الاحتلال المدججين بالطائرات والدبابات ومختلف الأسلحة الحربية وتحقيق خسائر كبيرة فيهم كما حدث في جنين ونابلس ومدن ومخيمات الضفة، وفي مناطق ومحاور الاشتباك في قطاع غزة شكَلت صورة ناصعة ومشرقة لهذه الحقبة جسد خلالها أبطال المقاومة من مختلف الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة نموذجاً وحدوياً تضحوياً، أكدوا خلاله بدمائهم أن المقاومة والوحدة هي أنبل وأنجع الوسائل للتمسك بالحقوق والثوابت، والقادرة على تحقيق قوة الردع ضد الاحتلال وتحقيق خسائر مؤكدة ومؤلمة في صفوفه والانتصار على ترسانته الحربية."
واعتبرت الجبهة أن " استعادة مفاعيل الانتفاضة والمراكمة على إنجازاتها والوفاء للتضحيات الجسام التي قُدّمت خلال معارك هذه الانتفاضة اليومية، تتطلب القطع نهائياً مع اتفاقيات أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف التعويل على أي متغيرات أمريكية أو صهيونية، باعتبارها رهانات لا هدف منها سوى تبديد الوقت وتقديمه هدية مجانية لأعدائنا، مؤكدة أن الرهان الدائم يجب أن يكون على شعبنا وصموده ومقاومته وفي قدرته على إشعال نيران الانتفاضة من جديد في ميادين الحرية والعودة."
وختمت الجبهة بيانها مؤكدة أن" طريق الوحدة الذي خَطهّ شهداء انتفاضة الأقصى، لا يحتاج منا سوى التطبيق الأمين لقرارات الإجماع الوطني، والتي تستند بالأساس على التمسك بالثوابت والشراكة الوطنية والسياسية كخطوة عملية على طريق تشكيل القيادة الوطنية الموحدة القادرة على قيادة الجماهير وإدارة مفاعيل الانتفاضة وتفجيرها في وجه الاحتلال وكل المتآمرين على قضية شعبنا."