- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
قبل الغوص في تلابيب السياسة العامة وتناقضاتها المعقدة وإستحقاق الوحدة الوطنية الفلسطينية وطي صفحة الإنشقاق والإنقسام, لا بد من الإشارة هنا لأهمية القضية الفلسطينية وقدسيتها وخصوصيتها في قلوب العرب جميعا من المحيط الى الخليج والذين ترحل عيونهم كل يوم للمسجد الأقصى المبارك وما حوله لتتكحل بصبر الأهل هناك وصمودهم المنقطع النظير في وجه أعتى اّلة حرب وجيش مزود بأحدث أسلحة القتل والإبادة والدمار الشامل, ومدعوم من أقوى دول العالم على الإطلاق وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكر الدبابير ورأس الأفعى ومنبع الإرهاب والجريمة في أصقاع المعمورة ..
جماهير الأمة العربية التي تتطلع لليوم الذي ترى فيه فلسطين حرة عربيةً إسلامية وتنشد اليوم الذي يمكنها الصلاة تحت سقف قبة الصخرة المشرفة وفي باحات ورحاب المسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم وقبلة المسلمين الأولى .. فلسطين التي هي وحدها من بين الأقطار العربية تمتلك هذه الخاصية حيث تتلاقى عليها قلوب ومشاعر وأحاسيس العرب كافة وتتوحد أفئدتهم وجوارحهم وكل مكنوناتهم العاطفية حولها .
وإزاء ما تتمتع به القضية الفلسطينية من خاصية في الوجدان العربي والإسلامي وأمام ما تتعرض له من مؤامرات ومشاريع الشطب والتصفية والتي كان اّخرها ما يسمى بصفقة ترمب الملعونة وما تعنيه من شرعنة الإحتلال والإستيطان والتهويد وقتل أية فرصة للتسوية السلمية التي تقود الى دولة فلسطينية مستقلة على الجزء الفلسطيني المحتل عام 1967م ..
وعليه كان لابد على السياسيين والمناضلين والخيرين في الأراضي المحتلة ومعهم كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية التداعي والملاقاة على قاعدة الشراكة الوطنية الحقيقية لوضع حد لمأساة الإنشقاق والإنقسام لما لذلك من اّثار وتداعيات تدميرية وخطيرة على مسيرة نضال شعبنا ضد الإحتلال وقوى الإستعمار والرجعية , وشاهدنا بأم أعيننا كيف سمحت ببساطة للنظام الرسمي العربي الرجعي على التجرؤا وبكل وقاحة للتطبيع مع الإحتلال ونسج العلاقات والتعاون معهم بل وإعانة الحركة الصهيونية والقوى الإمبريالية في تنفيذ مشاريعها التاّمرية على فلسطين وأمة العرب غير اّبهين لردود قد تكون مزلزلة تطيح بمشاريعهم التصفوية من قبل القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية المنتشرة في أقطار الوطن العربي بسبب ضعفها وتاّكلها وإنقسامها وحالة الشرذمة والتشظي التي تعيشها , وكذلك إقدام عديد هذه الأحزاب والقوى على تغليب التناقضات الفرعية والصغيرة على حساب التناقض الرئيسي مع الإحتلال وقوى الإستعمار والرجعية العربية.
ومؤخراً إستبشر الشعب العربي الفلسطيني ومعه كل الخيرين بالأنباء والأخبار المتواترة حول حوارات ومداولات الوحدة الوطنية بين حركتي قتح وحماس في العاصمة السياحية والإقتصادية التركية (إسطنبول) وما رشح عنها من أجواء تبعث على الأمل والرجاء وتعكس إرادة فلسطينية حقيقية ورغبة أكيدة في تذليل كل المعيقات التي تقف حائلاً دون تحقيق الوحدة الوطنية والوصول نحو حل كل الإشكالات العالقة والإتفاق على برنامج وطني مرحلي تجتمع عليه كافة القوى والأحزاب ومكونات الشعب الفلسطيني كمقدمة نحو تشكيل جبهة عربية من كافة القوى العربية الحية والمناضلة على طريق حشد كل الطاقات العربية في مواجهة جبهة الأعداء وتحالف قوى الإستعمار الغربي والصهيونية العالمية والنظام العربي الرجعي الذين لا يألون جميعاً جهداً في سبيل القضاء على الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في أرضه ووطنه ومقدساته وتطلعاته في الحرية وتقرير المصير وتالياً تعطيل نهوض الأمة العربية ووحدتها وتقدمها ونهب ثرواتها وخيراتها .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
تشرين أول - 2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت