عامان وثلاثة عقود على رحيل رفيق الأسر أحمد الكيلاني

بقلم: مصطفى مسلماني

أحمد الكيلاني
  • كتب: الأسير المحرر مصطفى المسلماني ابو الاديب

يا أحمد الزعتر
يا أحمد التين والزيتون
يا أحمد العمال
يا أحمد الفقراء
يا أحمد الشجر الممتد من جنين
إلى رفح
المزروع في الأزقة والساحات والميادين
المغروس في كل اسم لقرية وبلده وحارة ومخيم
يا أحمد اليعبداوي
يا أحمد الثورة والانتفاضة
يا أحمد الأسير
يا أحمد الرجولة والعنفوان
يا أحمد البهاء والنقاء والجمال
يا أحمد البداية والحكاية
  يا أحمد الشهيد
باكرًا ..باكرًا ..باكرًا
اخترت الخلود
باكرًا ...استعجلت الخطى كعادتك لتكون في مقدمة النجوم
باكرًا ...اشرقت شمسك وامتدت خيوط فجرك وانبلج نورك من ثنايا ليل العابدين
باكرًا ..علمتنا فلسفة التراب و أين تكون الحياة
يا أحمد
الحياة في مدرستك رسمها كبير
الحياة في مدرستك دخولها شرف والاستمرار فيها بطولة وتضحية
وامتلاك عقيدتها ايمان لا ينبض سوى في قلوب الاحرار
في مدرستك تتجسد معاني
الكبرياء والعزة والكرامة
تتجسد قيم التضحية والفداء والمقاومة
في مدرستك لا ينجح سوى الخُلَّص . الميامين..الأنقياء.. الصابرين..
 المؤمنين.
ويسقط منها
المنافقين والمخادعين المزورين
الجبناء
يسقط منها المارقين وسماسرة الظلام الأسود والمرتزقة الذين يبدلون جلودهم وسمومهم
على جبهتك الشامخة قرأنا دروس التاريخ
وعلى  قبضتك تعلمنا الصلابة والعناد
وعلى نبضات قلبك انشدنا نشيد القسم نشيد العلم ولحن الوطن
عامان وثلاثة عقود وما بدلنا تبديلا
لم يحن لقاءك بعد ولكنا لم نجلس
على مقاعد الانتظار
في الأسر تحررت فينا الزنازين
وبين زنزانة السجن وسجن الواقع كتبنا بالرصاص والحجارة فصول المقاومة وترجمنا فلسفة الإرادة التي علمتنا إياها ولنكون
بروحنا ودماءنا وكل ما فينا
  أحمد الكيلاني
الطريف المضحك هم أولئك الذين تسلقوا على الزمن ولهثوا خلف شهواتهم واطماعهم واشتروا لبدلاتهم ربطة عنق وتوهموا بالمساحيق التى مسحوا فيها اشكالهم وكأن بامكانهم اغتصاب التاريخ وسرقة الاسرار الكامنة في عقيدة رفاقك
الطريف المضحك أن سراب المظاهر الخادعه قد أصاب بعضهم بالهوس والجنون واعتقدوا أن نصف قرن واكثر من الكفاح ستنحني لهم ليمروا على أحلام الشهداء وامعاء الأسرى وعذابات المقاومين
اعتقدوا واهمين أننا أمام غفلة الزمن الراهنة يمكن أن نساوم أو نسامح أو نتراجع وغاب عنهم أننا أبناء مدرستك الخالدة.

يا أحمد
الحبيب والاخ والصديق
أيها الرفيق القائد
رايات مجدك وجبهتك ستبقى شامخة في عنان السماء
وسيبقى عهدك محفورا فينا كما هو اسمك خالدا الى الابد
سنتجاوز الصعاب وسنعبر المنعطفات وفي لهيب المعركة سيهرب الجبناء والانذال
وسيبقى تلاميذك اوفياء حتى موعد لقاءك ونردد كلماتك في لحظة الوداع
رصاص الاحتلال لا يفرق والدم الفلسطيني لا يتجزأ..

لروحك الطيبة الحب والوفاء
ولشعبك ورفاقك المجد والنصر
ولذكراك الخلود الخلود
رفيقك
الأسير المحرر
مصطفى المسلماني ابو الاديب
غزه فلسطين
7.10.2020

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت