اختتمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة ضمن "برنامج حياة المشترك: القضاء على العنف ضد المرأة"، البرنامج التدريبي "برنامج بناء قدرات وتدريب المدربين لقائدات حياة".
يهدف البرنامج التدريبي، الذي بدأ في التاسع من أيلول-سبتمبر الماضي وانتهى في الثالث من تشرين أول-أكتوبر الحالي، الى تعزيز وزيادة قدرة النساء والفتيات على اتخاذ القرارات بحرية وأمان لاستخدام خدمات انهاء العنف ضد النساء، والمناصرة لتحسين هذه الخدمات من خلال اتباع نهج الانحراف الإيجابي وزيادة وعي المجتمع حول أهمية هذه الخدمات.
وقد شمل البرنامج التدريبي، المكون من 75 ساعة تدريبية والموزع على خمس محافظات وهي الخليل، وجنين، ورام الله، وقلقيلية، ونابلس، على موضوعات متعلقة بـالعنف المبني على النوع الاجتماعي والأسباب الجذرية، ونهج قرين لقرين (امرأة-امرأة)، وآليات الحماية الذاتية، ونهج المبادرات الاجتماعية، بالإضافة الى الخدمات المتعلقة بحماية النساء المعنفات في فلسطين (نظام التحويل).
وأبرزت منسقة البرنامج في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، ندين عرنكي، أهمية تنوع الموضوعات المثارة في البرنامج التدريبي في ظل انتشار حالات العنف في فلسطين. وأشارت إلى الدور القيادي الذي تلعبه النساء القائدات في برنامج حياة المشترك في نقل تجاربهن إلى نساء أخريات وإلى مجتمعاتهن المحلية، الأمر الذي يعزز من قيمة وثراء البرنامج التدريبي. وقد أشرف على تيسير البرنامج التدريبي كل من المدربات: ميساء شلالدة، فتنة خليفة، شيرين الطحان، والمدرب عبد الرازق غزال.
واعتمد المدربون/ات خلال التدريب منهجية تفاعلية وتشاركية، من خلال تنويع الأدوات، كالعصف الذهني والنقاش الجماعي، والتمارين، والمجموعات الصغيرة، ولعب الادوار، والاستمارات القبلية والبعدية، وغيرها من الأدوات. وقد بلغ عدد المتدربات في الخمس محافظات 70 مشاركة، واللواتي أبدين اهتماما كبيرا بالموضوعات التي تمت مناقشتها خلال اللقاءات التدريبية. وكانت التوصيات الناتجة عن المشاركات في اللقاءات الأخيرة تُشير الى الحاجة الماسة لـتقوية العلاقة على مستوى التنسيق والتعاون بين المؤسسة والمتدربات في موضوعات العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وآليات العمل معا لتكامل الأدوار في التدخل وتحويل قضايا النساء المعنفات. كذلك الحاجة لتوفير خدمات الإرشاد الفردي والجمعي لبعض المتدربات اللواتي يعانين من ترسبات العنف ضدهن، وضرورة العمل على تطوير دليل إجراءات ومفاهيم للتعامل مع قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وأشار المدرب عبد الرازق غزال الى أهمية التدريب، وقال: "هذا التدريب يكشف الواقع الذي تعيشه النساء، فعلى الرغم من قسوة السياق الاجتماعي والقانوني الذي يرافق حياة النساء، أظهرت المشاركات خلال الورشات التدريبية الذي نظمتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية، تمسكهن بالفرص للنهوض من جديد لتغيير الواقع المعقد، بل ومساندة النساء الأخريات في تعلم الدروس والنماذج المعاشة للخروج من دوائر العنف. لذلك قمنا خلال الورشات التدريبية بالتركيز على نهج الانحراف الإيجابي الذي يتخذ من تجارب النساء عنوانا للنجاة من العنف، باحثات عن فرص لتعميم تلك التجارب والبناء عليها".
وقد شملت التوصيات أيضاً، ضرورة تطوير العمل على توثيق تجارب العمل مع قضايا النساء، والحاجة الى تعزيز المفاهيم النسوية والمعلومات القانونية التي تساهم في حمايتهن من العنف.
وقالت إحدى المشاركات في البرنامج التدريبي، السيدة شفاء عاطف: "تعرفت خلال اللقاءات التدريبية على أنواع العنف ضد المرأة وأسبابها وكيفية محاربتها بالإضافة إلى المؤسسات التي تقدم الخدمات للنساء للحد من ظاهرة العنف وعلى آليات التوجيه لنظام التحويل الوطني. تعرفت أيضا على المبادرة المجتمعية وأهدافها وآليات تنفيذها. هذا التدريب هو بداية الطريق نحو المزيد من العمل ونقل التجربة لنساء أخريات".
يتم تنفيذ هذا المشروع ضمن برنامج حياة المشترك الذي يسعى إلى القضاء على العنف ضد المرأة في الضفة الغربية وقطاع غزة. البرنامج ممول من حكومة كندا، ويتم تنفيذه بشكل مشترك من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة UN Women، وصندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UNHabitat، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC.