- -أفرجت السلطات الإسرائيلية، الأحد، عن المعتقل أيمن الياسيني، بعدما أمضى 23 عاما، داخل السجون الإسرائيلية، وهو من بلدة العيزرية، بالقدس المحتلة، وخطيب لشابة من غزة.
- -تم عقد قرانهما، في أغسطس 2018، بعدما رآها على شاشة التلفاز، من داخل السجن، تشارك في فعالية تضامنية مع المعتقلين.
- -كان من المقرر أن يعقد حفل زفافهما اليوم، لكن ذلك اصطدم بعدم صدور تصريح إسرائيلي يسمح للشابة بمغادرة غزة.
- -أرسلت الشابة تجهيزات حياتها المستقبلية لمنزلهما في العيزرية، لكنها لم تتمكن من مغادرة غزة.
- -تناشد الشابة الجهات المختصة بمساعدتها وتسهيل خروجها من القطاع.
على مدار عام ونصف، حَلمت الشابة فاتن نعيم (39 عاما) من قطاع غزة، بهذه اللحظة، التي يخرج فيها خطيبها "أيمن الياسيني"، من السجون الإسرائيلية.
لكنّ الفتاة الفلسطينية، التي تقطن قطاع غزة، لم تكن في انتظاره، عقب الإفراج عنه مساء اليوم الأحد، بعد أن حرمتها إسرائيل من حضور اللحظة التي طالما انتظرتها، حيث رفضت منحها تصريحا للتوجه لمدينة القدس الشرقية.
تًشيح نعيم، بنظرها بعيدا عن المهنّئين، في حزن يصعب إخفاؤه.
وتقول لوكالة الأناضول "في هذا اليوم، يفترض أن أزف إلى أيمن، لكنّه قرار الاحتلال والقيود".
وأفرجت السلطات الإسرائيلية الأحد، عن المعتقل أيمن الياسيني (44 عاما)، مساء الأحد، بعدما أمضى 23 سنة داخل سجونها.
ويقطن الياسيني، في بلدة العيزرية، شرقي القدس، حيث كان من المفترض أن تنتقل "نعيم" إلى هناك، ليعيشا سويا في منزلهما الجديد.
لكن هذا الانتقال اصطدم بعدم حصولها على التصريح الإسرائيلي الذي يسمح لها بالخروج من غزة، ودخول القدس المحتلة.
وتمنع إسرائيل التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، عبر معبر بيت حانون "إيرز" (شمالا)، الخاضع لسيطرتها، إلا لحالات استثنائية، ويتطلب ذلك الحصول على تصريح خاص، يصعب الحصول عليه.
مشاركة الكترونية
بترقب وتوتر شديديْن، تابعت نعيم لحظة خروج خطيبها من داخل السجون الإسرائيلية.
ورغم المسافة والحواجز التي تفصل غزة عن بلدة العيزرية، إلا أنها شاركت الياسيني وعائلته فرحة "الحرية"، عبر بث مباشر أذاعته لها العائلة.
وتجهّزت الياسيني لهذه اللحظة، التي تمتزج فيها المشاعر، وارتدت ثوبا فلسطينيا مطرزا، وأقامت حفلة صغيرة في منزلها، بمخيم المغازي وسط القطاع، بمناسبة "تحرره".
خطبة خلال الأسر
وتقدّمت عائلة الياسيني لخطبة نعيم في أغسطس/ آب لعام 2018، عبر الهاتف، بناء على طلبٍ من نجلها أيمن.
وكان الياسيني قد رأى "نعيم"، عبر شاشة التلفاز من داخل السجن، خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات التضامنية مع المعتقلين الفلسطينيين، إذ كانت ترفع صورته آنذاك، للمطالبة بالإفراج عنه.
وتقول نعيم إنها رفعت صورة "الياسيني" كونه أحد المعتقلين، دون أن تربطها علاقة به، ومن غير أن تعرف أي تفاصيل عنه.
لكنّه القدر الذي شاء لها أن تحملَ اسمه، بعد أن حملت صورته في فعاليات التضامن، على حدّ قولها.
واستمرت رحلة "عقد قران" العروسين، مدة تصل إلى ما يزيد عن 7 شهور، بفعل إجراءات الحصار الإسرائيلي لغزة، والقيود داخل السجون.
وأضافت نعيم" هذه الفترة قضيناها ما بين الحصول على المستندات الرسمية، المعتقلة بعقد القران، وإيصالها إلى داخل السجون، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لاستكمالها".
فترة الخطوبة
لم تمضِ هذه الفترة كما هو معتاد خارج السجون، إنما جرت المراسلة بين المخطوبيْن عبر "وسطاء".
فكانت عائلة الياسيني تبعث برسائل نجلها وصوره من داخل السجون، إلى خطيبته "نعيم" في غزة.
نعيم لم تزر خطيبها مطلقا، خلال فترة الأسر، لكنها كانت ترسل له رسائلها الشفوية من خلال عائلته التي تزوره داخل السجن.
كما كان "الياسيني" يرسل صوره لخطيبته عبر المعتقلين الذي تم الإفراج عنهم، في فترات سابقة.
ورغم غياب اللقاء، تمتلك نعيم، صورا لها، بجوار خطيبها، حيث نجحت "التكنولوجيا" و"المونتاج" في جمل شمل العروسين، على الورق فقط.
وتقول بهذا الصدد "حُرمنا من التقاط هذه الصور، لكنني بواسطة التكنولوجيا اليوم امتلكت صورا ثنائية، من خلال التصميم والمونتاج".
حفل الزفاف
واتفق العروسان، على عقد حفل زفافهما، في أول يوم من الإفراج عنه من داخل السجون.
وخلال الفترة التي سبقت هذا اليوم، جهّزت عائلة الأسير منزل "الزوجية"، الذي سيقضي فيه نجلها بقية حياته، برفقة شريكته "نعيم".
كما أرسلت "نعيم" ثيابها الجديدة، وثوب "الزفاف"، من قطاع غزة إلى بلدة العيزرية، حيث منزل شريكها.
لكنّها لم تستطع الوصول إلى هناك.
وتقول بصوت حزين "فستان زفافي، وهو عبارة عن الثوب الفلسطيني المُطرّز، وصل إلى منزلي الجديد في القدس المحتلة، لكننّي أنا هنا في غزة، أعاني الحصار، والجور الإسرائيلي".
وتناشد نعيم الجهات المختصة "بمساعدتها للحصول على التصريح، وتسهيل خروجها من غزة، ووصولها إلى القدس".