- الاسير المحرر المبعد: مصطفى المسلماني ابو الاديب
المساومة الجديدة التي رفضها الأسير البطل ماهر الأخرس في اليوم الخامس والثمانين لإضرابه المفتوح عن الطعام والتي تقضي باحتجازه واستمرار اعتقاله في مشفى المقاصد الخيرية في القدس الفلسطينية بديلاً لمشفى (كابلان) الإسرائيلي ومقابل إنهاء اضرابه عن الطعام تتطلب الوقوف عند العديد من الرسائل المتصلة بهذا الموقف والملحمة التي يخوضها الأخرس والتي اقتربت من لحظات الحسم فإما أن يكون ابو اسلام شهيداً اويتنفس الحرية مع أطفاله وعائلته وأبناء شعبه الفلسطيني
وهنا نذكر اولاً
أن الأخرس أعلن منذ اللحظة الأولى لإضرابه المفتوح عن الطعام شعار الحرية أو الشهادة في مواجهة ظلم الاعتقال الإداري وسياسات أجهزة المخابرات الاسرائيلية على هذا الصعيد وهذا القرار الاستراتيجي الكبير له مدلولاته التي سبق وتحدثنا عنها في سياق المواجهة مع الاحتلال والتداعيات التي ستترتب على مثل هذا الخيار الكفاحي الحاسم
فالشهادة تعني الارتقاء إلى جنات الخلود وتتحقق بتقدير من الله العلي العظيم
والحرية تعني في مفهوم الأخرس أن يكون بين أهله وأطفاله وان يبدأ العلاج المناسب في المكان والزمان الذي يختاره وليس من اي مكان يشترطه الاحتلال سواء في مشفى (كابلان) أو المقاصد الخيرية أو غيره
فمبدأ الحريه المشروطة مرفوض في فلسفة ومنطق وقناعات وإرادة ماهر الأخرس الذي يدرك تماما أن الثمن المقابل قد يكون حياته في ظل غطرسة وعنجهية أجهزة الاحتلال وأمام المناورات القذره التي تمارسها اجهزة الأمن الاسرائيلي للالتفاف على مطلب الحرية والإفراج الفوري وغير المشروط
وثانيا
الأخرس وحده على وجه الأرض الذي يعاني حجم الوجع والألم الناجم عن استمرار الإضراب عن الطعام وهو الذي يشاهد عذابات رفيقة الدرب وأطفاله ووالديه وأفراد أسرته الذين يقاتلون القلق بالمزيد من الإيمان والصبر وحسن الظن بربهم الذي عنده توضع الأقدار والأعمار
وثالثا
نحن أمام مناضل متميز ومختلف يمتلك مخزون عظيم من الإيمان والإرادة والاستعداد للتضحية والعزم على مواصلة المعركة حتى النهاية ويرفض كل المساومات والوعود الكاذبة االتي تتعمد إطلاقها اجهزة المخابرات الإسرائيلية لحرمانه من الحصول على أحد الانتصارين الشهادة أو الحرية
الأخرس الذي يحدد خياره الحاسم في هذه الأوقات الدقيقة من حياته يعرف جيداً أنه ليس في سباق الحصول على جائزة الأرقام القياسية للمضربين عن الطعام حول العالم ولايبحث عن مغادرة الحياة والموت ليترك خلفه هذه المسؤولية الانسانية عن أطفاله وعائلته
الأخرس يريد الحرية بمعناها الحقيقي وغير المشروط ويريد إسقاط سياسة الاعتقال الإداري الظالمة وغطرسة وعنجهية أجهزة المخابرات الفاشية الإسرائيلية ويريد أبسط الحقوق التي كتبت للبشر بأن يكونوا أحرار كما ولدتهم امهاتهم وليسوا مستعبدين لشريعة الغاب والعنصرية الإسرائيلية ولقهر الاعتقال الإداري
لحظات حرجة حاسمة تليق بمثل هذا البطل الاسطوره أن يتخذ القرار ويحدد المسار والخيارات
بطل بحجم فلسطين مثل ماهر الأخرس لديه ميزان من الإيمان والقناعات ولديه من الحب والأمل ما يجعل الحياه تتساوى مع الشهادة ويجعل فلسطين أكبر وأعظم بروح أبناءها الابرار الصادقين الاوفياء للعهد والقسم
نحن معك ومن وراءك سنبقى كلنا ماهر الاخرس
الاسير المحرر المبعد
مصطفى المسلماني ابو الاديب
غزه . فلسطين
20.10.2020
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت