- بقلم : شاكر فريد حسن
لطالما سعت حكومات اسرائيل المتعاقبة بشتى السبل والوسائل المتاحة، منذ بداية تأسيس الكيان الاسرائيلي، الاستئثار بالعالم العربي وإقامة علاقات علنية مع الأقطار العربية والإسلامية.
وقد استغلت اسرائيل التغيرات الإقليمية والعالمية خاصة بعد اتفاقات السلام مع مصر والاردن والفلسطينيين، ولاحقًا ما سمي بـ " الربيع العربي "، وانهيار أنظمة عربية بائدة ومهترئة، عدا ما تروج له بالخطر الايراني، كي تحصد ثمارًا دبلوماسية وسياسية وتحقق أهدافًا استراتيجية، على شكل اتفاقات تطبيع رسمية عبر بوابة النظام السعودي، الذي عمق علاقته أكثر مع واشنطن وترامب والامبريالية العالمية، والتساوق مع خطة " صفقة القرن " المشؤومة.
ولا جدال أن التطبيع مع الإمارات والبحرين لما كان يخرج إلى الواقع وحيز التنفيذ لولا مباركة النظام السعودي، الذي سمح ووافق على عبور الطيران الاسرائيلي فوق أراضيه.
وثمة مطامع وأهداف متنوعة لهذا التطبيع الاسرائيلي مع الدول الخليجية، مطامع اقتصادية وجيوسياسية ومخابراتية.
ففي الجانب الاقتصادي تدرك اسرائيل جيدًا أنها الرابح الأكبر من اتفاقات التطبيع، وذلك باستغلال الثروات الطبيعية والنفطية الخليجية لصالحها. وفي الجانب السياسي الهدف الأساس شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها، وقبر حق العودة، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود العام 1967 وتكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، عدا عن تسوية المسألة الفلسطينية وسط تجاهل مهين للمبادرة العربية للسلام، هذا فضلًا عن صد الخطر الايراني وتطويق دول وقوى الممانعة والمقاومة ايران وسورية وحزب اللـه.
وبصرف النظر إذا كانت استراتيجية المؤسسة الصهيونية الحاكمة، فأمام سقوط دول الخليج ونظام برهان السوداني في الحضن الامريكي، كحجارة الدومينو، فقد تصبح استراتيجية حقيقية وعملية لتحقيق هذه الغايات والمطامع الاسرائيلية المنشودة، المدعومة والمعززة من أمريكا بكل ثقلها السياسي والاقتصادي واللوجستي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت